دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الإنسان ونهاية الحياة

الدكروري يكتب عن الإنسان ونهاية الحياة

الدكروري يكتب عن الإنسان ونهاية الحياة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم مع اشتداد الألم به، ومع ما نزل به من البلاء، إلا أنه صلي الله عليه وسلم كان حريصا أشد الحرص على الصلاة، وكان يقوم مع ما فيه من التعب والألم يقوم ليخرج إلى المسجد، فقام وقد اشتد به المرض ليخرج للصلاة، فسقط وأغمي عليه، فلما أفاق صلي الله عليه وسلم كان أول ما قال “أصلى الناس؟” فقالوا لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك، فقام يتوضأ وأراد أن يخرج فسقط وأغمي عليه، فلما أفاق قال “أصلى الناس؟” قالوا لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك، فقام صلي الله عليه وسلم وتوضأ وأراد أن يخرج فسقط الثالثة، فلما أفاق قال “أصلى الناس؟”، قالوا لا يا رسول الله، فأمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس، ومضى هذا اليوم، فلما كان صلي الله عليه وسلم في وسط النهار.

 

وفي وقت الضحى ارتقت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وروحه إلى الرفيق الأعلى، وفارق هذه الدنيا، وترك هذه الأمة وقد قام بواجبه الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى عليه، ما ترك خيرا إلا ودل البشرية كلها عليه، ولا ترك شرا إلا وحذر البشرية كلها منه صلى الله عليه وسلم، وهكذا هي نهاية الجياة ويقف الإنسان عند آخر هذه الحياة فينظر إليها وكأنها نسج من الخيال، أو ضرب من الأحلام، يقف في آخر سنين عمره وقد ضعف بدنه، ورق عظمه، فأصبحت آلامه متعددة، ضعف البدن، وثقل السمع، وتهاوت القوى، وتجعّد الجلد، وابيض الشعر، يمشي بثلاث بدل اثنين، هكذا يكون حال الإنسان إذا تقدم به العمر، وهذه المرحلة من مراحل السن هي سنة الله في خلقه.

 

ولم يسلم منها حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ألم تسمعوا عن زكريا عليه السلام ينادى ربه كما جاء فى سورة مريم ” قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا” ولذلك فإن من عظمة الإسلام أنه كما اهتم بالإنسان صغيرا ووجه الأسرة والمجتمع إلى رعايته والاهتمام به، فإنه كذلك أمر بحسن رعاية واحترام الكبير في الإسلام مهما كان, أبا أو أما، قريبا أم بعيدا، جارا أم صديقا، أخا أم عما أم خالا, معروفا أم غريبا، وقال صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا” رواه أحمد، ولقد جعل الإسلام احترام الكبير نوعا من أنواع إجلال الله وتعظيمه، فقال عليه الصلاة والسلام “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وذي السلطانِ المقسط”

 

وكان صلى الله عليه وسلم إذا تحدث إليه اثنان بدأ بالأكبر سنا، ويقول “كبّر كبّر” رواه البخاري، ويبدأ الأكبر قبل أن يبدأَ الأصغر، هكذا أمر الإسلام، وفي الصلاة وجّه النبى صلى الله عليه وسلم بأن يتقدم بعد الإمام البالغون وكبار السن، فعن أبي مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” رواه مسلم، كل ذلك تقديرا وإكراما لهم، فإذا أقيمت الصلاة في المسجد وقام الناس لتسوية الصفوف فإن كبار السن أحق بالصفوف الأولى، أما إذا جاء أحدهم متأخرا فلا يجوز له أن يسحب أحدا من الصلاة ولو كان صغيرا حتى لا يشغله عن صلاته، ومراعاة لشعوره وحقه في السبق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى