القصة والأدب

الدكروري يكتب عن رسول الله والمجتمع الإسلامي

الدكروري يكتب عن رسول الله والمجتمع الإسلامي

الدكروري يكتب عن رسول الله والمجتمع الإسلامي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين أن هدانا إلى الإيمان، وأنزل القرآن على نبينا ورسولنا خاتم المرسلين، حيث قال تعالى في إفتتاح سورة الكهف ” الحمد لله الذي أنزل علي عبدة الكتاب ولم يجعل له عوجا” والحمد لله رب العالمين أن بعث فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، والحمد لله أن جعل الرسول الأمين صلي الله عليه وسلم شفيعنا يوم القيامة وشهيدا، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول ” اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق،

 

والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا الله أنت” ولقد كان ميلاد المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، هو ميلاد أمة، وميلاد فجر جديد سطع على البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وإنهم مساكين أولئك الكفار، الذين لم يعرفوا حقيقة النبي المختار، ذو الرفعة والإكبار، المؤيد بربه الواحد القهار، ولم يدركوا أنهم نبي هذه الأمة جمعاء، عرب وعجم، بل لجو في عتو ونفور، وزهو وغرور، وقد غفلوا عن سيرته، وتعاموا عن سجيته.

 

وتغافلوا عن رحمته، وأيم الله لقد بلغت شفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورحمته كل شيء، حتى نالت الكفار، وهم يقعون فيه ويسبونه، ويسيئون إليه ويشتمونه، ويستهزءون به ويرسمونه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قَتل مُعاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإِن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخاري، إن نبينا الكريم وقدوتنا الحسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قد مكرت به قريش في جاهليتها، فآذوه، وعذبوا أصحابه، وأخرجوه من بلده، وخططوا لقتله وحاربوه في دينه ومعتقده، وقاتلوه وقتلوا أصحابه، وكانوا حريصين على قتله، ومع كل ذلك يوم أن مكنه الله تعالى من رقابهم يوم فتح مكة، فقد خاطبهم صلى الله عليه وسلم.

 

وهو واقف على باب الكعبة، وهم وقوف تحت قدميه، فقال لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ فجاءه الرد من قلوب خائفة ذليلة وجلة “أخ كريم وابن أخ كريم” فماذا فعل فيهم صلى الله عليه وسلم؟ فقد خاطبهم بذلك الخطاب الذي يمسك بأذن التاريخ والبشرية، ليصب فيها أروع صور العفو والمسامحة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” مع كل ما فعلتموه “أذهبوا فأنتم الطلقاء” مع كل ما ارتكبتموه “أذهبوا فأنتم الطلقاء” فهكذا يجب أن يكون المجتمع الإسلامى فهو مجتمع عفيف طاهر، لم يتمرغ في أوحال الدنس والقذارة الأخلاقية، بعيد كل البعد عن الأسباب التي تدنسه كالنظر للنساء الأجنبيات، وسماع الغناء الماجن المحرم، والاختلاط بين الرجال والنساء.

 

وكل ذلك حفاظا عن الأعراض والأنساب، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الأنعام ” ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن” وقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ” وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال” ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى