القصة والأدب

الدكروري يكتب عن أوضاع الإسرة في الشرق والغرب

الدكروري يكتب عن أوضاع الإسرة في الشرق والغرب

الدكروري يكتب عن أوضاع الإسرة في الشرق والغرب 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الرزاق الوهاب الذي وهب لنبيه زكريا عليه السلام الولد حين دعا ربه أن يرزقه الذرية وذلك لما كبر عمره قائلا رب لا تتركني وحيدا لا عقب لي، وهب لي وارثًا يقوم بأمر الدين في الناس من بعدي وأنت خير الباقين وخير من خلفني بخير، فاستجاب الله تعالي له دعاءه ووهب له على الكبر ابنه يحيى وجعل الله عز وجل زوجته صالحة في أخلاقها وصالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرا، فإنهم كانوا يبادرون إلى كل خير، ويدعون ربهم راغبين فيما عنده، خائفين من عقوبته عز وجل، وكانوا لله خاضعين متواضعين، وإن الأسرة بمفهومها الأكبر وهى القبيلة، تقوم على أساس النصرة لبعضها البعض ولو في الظلم إلى غير ذلك فلما جاء الإسلام محا هذا كله وأرسى العدل.

 

وأعطى كل ذي حق حقه حتى الطفل الرضيع، وحتى السقط من احترامه وتقديره والصلاة عليه، والناظر إلى الأسرة في الغرب اليوم يجد أسرا مفككة ومهلهلة فالوالدان لا يستطيعان أن يحكما على أولادهما لا فكريا ولا خلقيا فالابن يحق له أن يذهب أين شاء أو أن يفعل ما يشاء وكذلك البنت يحق لها أن تجلس مع من تشاء وأن تنام مع من تشاء باسم الحرية وإعطاء الحقوق وبالتالي ما النتيجة؟ أسر مفككة، أطفال ولدوا من غير زواج، وآباء وأمهات لا راعي لهم ولا حسيب وكما قال بعض العقلاء إذا أردت أن تعرف حقيقة هؤلاء القوم فاذهب إلى السجون وإلى المستشفيات وإلى دور المسنين والعجزة، فالأبناء لا يعرفون آباءهم إلا في الأعياد والمناسبات، والشاهد أن الأسرة محطمة عند غير المسلمين.

 

ولقد حرصت الشريعة الإسلامية أشد الحرص على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دورا مهما في حياته، فالإسلام أكرم المرأة أما وبنتا وأختا، أكرمها أما، فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك” رواه البخاري ومسلم، وكذلك أكرمها بنتا، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة” رواه ابن حبان، وكذلك أكرم الإسلام المرأة زوجة.

 

فعن عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي، ولقد أعطى الإسلام المرأة حقها من الميراث وغيره، وجعل لها حقا كالرجل في شؤون كثيرة فقال النبى عليه الصلاة والسلام “النساء شقائق الرجال” رواه أبو داود، وإن من هدي الإسلام في بناء الأسرة الأمر بالعشرة بالمعروف، حيث يقول الله تعالى فى سورة النساء ” وعاشروهن بالمعروف” ويقول عز من قائل فى سورة البقرة ” فإمساك بمعروف” وخلاصة العشرة بالمعروف، هو تطييب الأقوال وتحسين الأفعال والهيئات حسب القدرة واستدامة البشر ومداعبة الأهل، وتوسيع النفقة دون إسراف وقيام كل من الزوجين بما يحب أن يقوم له الآخر فيؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى