القصة والأدب

الدكروري يكتب عن الآباء والأمهات في كفة الميزان

الدكروري يكتب عن الآباء والأمهات في كفة الميزان

الدكروري يكتب عن الآباء والأمهات في كفة الميزان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فإن مهمة الأولاد مهمة عظيمة يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها ويعدوا العدة لمواجهتها، خصوصا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعي الفساد حتى صار الأب مع أولاده بمثابة راعي الغنم في أرض السباع الضارية، إن غفل عنها أكلتها الذئاب، وإن عناية الإسلام بتربية الأولاد واستصلاحهم تبدوا واضحة في وقت مبكر حيث يشرع للرجل أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والأخلاق الفاضلة لأنها بمنزلة التربة التي تلقى فيها البذور، ولأنها إذا كانت صالحة صارت عونا للأب على تربية الأولاد، كما أنه يشرع للزوج عند اتصاله بزوجته أن يدعو فيقول ” بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا”

 

فإذا رزق مولودا استحب له أن يؤذن في أذنه اليمنى، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى، كما وردت بذلك أحاديث عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في سنن أبي داود والترمذي وغيرها، والحكمة في ذلك والله أعلم ليكون أول ما يسمع المولود كلمات الأذان المتضمنة لكبرياء الله وعظمته والشهادة، وليهرب الشيطان من كلمات الأذان، وتكون دعوة المولود إلى دين الإسلام سابقة على دعوة الشيطان ويختار الأب لولده الاسم الحسن، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء، ثم يختنه بإزالة القلفة لما في إزالتها من التحسين والتنظيف، والختان من أظهر الشعائر التي يفرق بها بين المسلم والنصراني، وهو من خصال الفطرة، ويعق عنه بأن يذبح عن الذكر شاتين وعن الجارية شاة.

 

والحكمة في ذلك أنها قربان يتقرب بها إلى الله تعالي عن المولود في أول خروجه إلى الدنيا، وهي أيضا فدية يفدى بها المولود، كما فدى الله تعالي إسماعيل بالكبش، وكل ذلك مما يدل على الاعتناء بالمولود، فلم تكن تربية الأبناء أبدا أمرا سهلا على الآباء والأمهات، لكن الصعوبة في التعامل تبدأ مع سن المراهقة، والمقصود هو عند سن البلوغ، تلك المرحلة تكمن في انتقال الابن من الطفولة إلى عنفوان الشباب وتمرده، فقد صار أكبر حجما، لغته أقوى، يستطيع مناقشة من هو أكبر منه بنفس المستوى، وهو بالتالي أجرأ على تجاوز الخطوط الحمراء، وهذا يتطلب منك أيها الأب أن تنتبه للأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء دون وعي بل ممارساتهم، وهى أولا تؤذي أبناءهم، وثانيا هى لا تقوّم سلوكهم.

 

وإن من أكبر الأخطاء شيوعا التى يقع فيها الآباء في تربية أولادهم المراهقين، وهو خطأ المحاضرات والأوامر بدلا من لغة الحوار، حيث يأتي هذا التصرف من اعتقاد الأب أن ابنه طائش، غير عقلاني في تصرفاته، ومن أكثر الجمل شيوعا عندما يبدأ المراهق بالتحاور مع أبيه فيقول له لا تناقشني أنا والدك، وأنا أدرى بمصلحتك منك، أو يقول له أنت ما زلت صغيرا، ولا تدري ماذا تفعل، فهذه جمل يقطع بها الوالد كل سبل التواصل الممكنة بينه وبين ابنه، ويحاول بها تسيير ابنه، والتحكم بأسلوب حياته، وهذا الأسلوب قد يمنع المراهق من أن يفكر حتى ببدء حوار مع أبيه، لأنه يعلم نتيجة ذلك الحوار مسبقا، وأنه سينتهي بأوامر ونصائح هو في غنى عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى