القصة والأدب

الدكروري يكتب عن خطورة الإفساد في الأرض

الدكروري يكتب عن خطورة الإفساد في الأرض

الدكروري يكتب عن خطورة الإفساد في الأرض
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله، إن من أحب الأعمال إلى الله تعالي هو أن تقضى عن مسلم دينا، وإن الله تبارك وتعالى جعل للغارمين نصيبا في الصدقات المفروضة، وجعل لهم حقا معلوما في مال الأغنياء، والغارمون هم من ركبتهم الديون ولزمتم، ثم لم يجدوا لها وفاء، فأهل الأموال مطالبون شرعا بقضاء دين الغارمين، ولذلك جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ” أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها، فكثرت ديونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” تصدقوا عليه ” فتصدق الناس عليه فلم يبلغ وفاء دينه، فقال صلى الله عليه وسلم لغرمائه ” خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك ” فعلى أصحاب الأموال وذوي الغنى والثراء.

أن يتفقدوا الغارمين من الفقراء، والأغنياء على حد سواء، فإن الرجل لو أوتي من المال نصيبا، ثم كان عليه من الدين أكثر مما عنده فهو من الغارمين، فوجب على أصحاب الأموال أن يقضوا عنه دينه، حتى يخرجوه من هذه الكربة التي نزلت به، ولو أن أصحاب الأموال والغنى والثراء، ولو أن رجال الأعمال تفقد بعضهم بعضا وبحثوا عن الغارمين منهم وقضوا دينهم، لوقف الرجل على رجليه مرة ثانية، وسعى فرزقه الله، ولم يعد يحتاج إلى الناس بعد ذلك، ولكن مشكلة الأغنياء أنهم يتغافلون عن الديون التي تلزم إخوانهم أصحاب الأموال، ولا يفكرون في قضائها عنهم، في حين أن الإسلام قد جعل قضاء الدين عن الغارمين من أبواب الصدقات المفروضة، وإنه يفتك الفساد بكل الدول.

بغض النظر عن نظامها الاقتصادي أو السياسي ودرجة تطورها، وبكلا القطاعين العام والخاص، وهو ظاهرة عابرة للحدود وتتطلب تعاونا دوليا، بما في ذلك استرداد عائدات الفساد، ويعاني الأشخاص والمجموعات المحرومة من الفساد بشكل غير متناسب فهي غالبا ما تعتمد على السلع والخدمات العامة، ولا تملك إلا القليل من الوسائل للوصول إلى الخدمات الخاصة البديلة، كما أنها لا تحظى إلا عدد محدود الفرص للمشاركة في إعداد وتنفيذ السياسات والبرامج العامة، وتفتقر أيضا إلى الموارد الضرورية للدفاع عن نفسها وطلب التعويضات، وإن من صور الإفساد في الأرض فساد القلوب، فالقلوب مملوءة بالحقد والحسد والضغينة والبغضاء، وهذا بلا شك يؤدي إلى فساد الجسد كله.

فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” رواه البخاري ومسلم، ومن رحمة الله بنا أن أخفى علينا أمراض القلوب فلو أن القلوب انكشفت ورأى كل إنسان ما يضمره الآخر له من حقد وعداوة وأمراض ما دفن أحد أحدا، وقد جاء في الأثر” لو تكاشفتم ما تدافنتم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى