مقال

الله الولي الودود

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الله الولي الودود
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، وينصرنا، لكن في حياة المسلمين ظلم يهتز له عرش الرحمن، وقهر وسحق، وتضييق من إنسان مسلم لإنسان مسلم، لا رحمة، لا أحد يرحم أحدا، كل واحد متمكن من شيء يفرض إرادته الظالمة على من حوله، وبذلك فسمة طريق النصر أن نتراحم فيما بيننا، فإذا تراحمنا، رحمنا الله، وإذا قسا بعضنا على بعض، سقطنا من عين الله، وإن الله سبحانه وتعالى محبوب في قلوب أوليائه، والودود هو فعول بمعنى فاعل مشتق من الودّ وهو المحبة فمعنى الودود هو المحب وهو من أسماء الله تعالى، أي إنه يحب مخلوقاته ما لم يحيدوا عن وصايته، والودود أي المتودد إلى أوليائه بالمغفرة، وجاء في تفسير السعدي.

ومعنى الودود، من أسمائه تعالى، أنه يحب عباده المؤمنين ويحبونه، فهو فعول بمعنى فاعل، وبمعنى مفعول والودود الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه ودا وإخلاصا وإنابة من جميع الوجوه، وجاء في شرح الأسماء الحسنى أن الله عز وجل هو الودود الذي يود عبادة الصالحين فيحبهم ويقربهم ويرضى عنهم ويتقبل أعمالهم، وهذه محبة خاصة بالمؤمنين، أما المحبة العامة فالله هو الودود ذو إحسان كبير لمخلوقاته من جهة إنعامه عليهمن فمعنى أن الله عز وجل ودود يعني حبيب قريب سميع مجيب، وقد ورد هذا الاسم في موضعين من القرآن الكريم، هما قول الله تعالى في سورة هود ” إن ربي رحيم ودود “

وقوله تعالى في سورة البروج ” وهو الغفور الودود” فإذا عرف العبد معنى هذين الاسمين حقيقة كان لذلك الأثر البالغ في عقيدته وتفكيره وسلوكه وفي حياته كلها ونظرته للكون من حوله فيعيش سعيدا مطمئنا إلى ولاية الله تعالى لعباده ومودته لهم، فيحب الخير لجميع خلق الله، ويعمل ما استطاع لتعبيد العباد لخالقهم، فيحب للكافر الهداية وللعاصي التوبة والمغفرة، وللمطيع الثبات ورفعة المنزلة، وبذلك يكون ودودا محبوبا لعباد الله فيعفو عمن أساء إليه، ويلين مع البعيد كما يلين مع القريب وبذلك ينال ولاية الله تعالى ومحبته ووده، وكما أن الكون مجرات وكواكب ونجوم وكبير وصغير وكثيف وغير كثيف والمحصلة توازن حركي، وهذا من آيات الله تعالي الدالة على عظمته عز وجل.

ويعني المحصلة في توازن، الأرض والقمر والشمس، المجموعة الشمسية وفي مليون مليون مجرة، وبكل مجرة في مليون مليون نجم وكوكب والمحصلة توازن، وبحسب قانون التجاذب الأكبر يجذب الأصغر، فالأرض تسير حول الشمس في مسار إهليلجي والمسار الإهليلجي في قطر أصغر وقطر أكبر، فإذا انتقلت الأرض من القطر الأكبر إلى الأصغر، المسافة قلت بعدها عن الشمس أصبح أقل، إذن احتمال أن تنجذب إلى الشمس احتمال قائم وإذا انجذبت الأرض إلى الشمس تبخرت في ثانية واحدة، فما العمل ؟ فالله عز وجل بيده ملكوت كل شيء يرفع سرعة الأرض من هذه السرعة الجديدة تنشأ قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فتبقى في مسارها، وحينما تنتقل من القطر الأصغر إلى القطر الأكبر.

فتكون المسافة زادت واحتمال تفلت الأرض من جاذبية الشمس قائمة، فما الذي يحصل ؟ فيخفض الله سرعتها، وهذه السرعة القليلة تنشأ قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل فتبقى في مكانها، وإن الله عز وجل هو الولي ومعنى الولي أي هو المتولي لأمور خلقه القائم على تدبير ملكه الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وهنا مثل بسيط كتلتان مغناطيسيتان، وضعناهما على مستوي، وجئنا بكرة فولاذية وضعنا هذه الكرة بينهما ، يعني في مكان لو أزحته واحد من مائة من المليمتر تنجذب هذه الكرة الحديدة إلى إحدى الكتلتين، أما في مكان وسط هندسي دقيق جدا تتوازن جاذبيات كل كتلة تبقى في مكانها، هذه حالة، الكتلتان متساويتان في الحجم، لو كتلة أكبر وكتلة أصغر الحساب صار أدق.

يجب أن تكون في مكان بين الكتلتين لكن ليس في المنتصف، في مكان يتناسب مع جذب الكتلة الأكبر، وجذب الكتلة الأصغر، لو في ثلاث كتل أصعب ولو في أربعة أصعب ولو في خمس كتل متفاوتة بالحجم وأنت يجب أن تضع كرة حديدية بين هذه الكتل الحسابات لا تنتهي وقد يكون شيئا مستحيلا، وإن كانت هذه الكتل في الفراغ شيء أعلى، شيء أدنى، شيء أقرب، شيء أبعد، شيء أكبر، شيء أصغر، هذا يسميه العلماء توازن الحركي، وهكذا فإن الكون مليئ بالآيات الدالة على وجود الله عز وجل وعظمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى