مقال

من كانت الاخره همه

جريدة الاضواء

من كانت الاخره همه  

محمود سعيد برغش 

من كانت الاخرة همه كان من الفائزين الناجحين 

 قال صلى الله عليه وسلم من كانت الاخره همه جعل الله بينه في قلبه وجمع له شمله واتته الدنيا وهي راغمه ومن كانت الدنيا هم جعل الله فكره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم ياتيهم الدنيا الا ما قدر لهم من جعل الدنيا بين ايديه وليست في قلبه فقد فاز بالفوز العظيم اما اذا كانت الدنيا في قلبه فقد خسر الخسران العظيم من جعلها دنيا فيك في ايده تاتيه الخير من كل جوانب الحياه لكن من جعلها في قلبه فقد خسر كل شيء وكان مالك ابن دينار رحمه الله عليه يقول من خطب الدنيا طلبت منه دينه كله في صداقها لا يرضيها منه الا ذلك سيبنا علي رضي الله عنه ارتحلت الاخره مقبله وارتحت الدنيا مدبره فكونوا من ابناء الاخره ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ومع ذلك كانوا يخافون من التقصير وذلك لان الله تعالى قال. 46) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (47) سورة الانبياء.  

وقال تعالي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)} [الحشر]

وكانوا يشعرون مع كل هذا بان اعمالهم ضئيله ولا تصلح ان يقفوا بها بين ضل الله جل وعلا وذلك لانهم يعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان رجلا يجرك على وجهه من يوم ولد الى يوم يموت هرما في مرضاه الله عز وجل لحقره رضي يوم القيامه 

وكل ذلك جعل قلوبهم رقيقه ودموعهم غزيره من خشيه الله تعالى كان عمر بن الخطاب في وجيه قال اسودان من كثره الضموع وكان ابن عباس رضي الله عنهما اسفل عينيه مثل الشراق البالي من كثره البكاء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعلم لدى حقكم قليلا ول بكيتم كثيرا فغطا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجورهم ولهم خانين وقال علي رضي الله عنه رايت اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ارى اليوم شيئا يجبرهم كانوا يصحبون شعفاء سفراء غبرى بين اعينهم امثال ركب الماعز قد باتوا سجدا وقياما يروحون بين جباهيم واقدرهم فاذا اصبحوا تمادوا كما يميد الشجر يوم الريح وهملت اعينهم بالدموع فوالله لكاني بالقوم بات غافلين وكان الواحد منهم اذا وقع في ذنب فانه يسارع بالتوبه والعوده الى الله عز وجل قال تعالى واتوب الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون طائل سفيان ابن عينيه رحمه الله عليه ما علامه التوبه من الصلح فقال اربعه اشياء قله الدنيا وذلت النفس وكثره التقرب الى الله تعالى بالطاعات رؤيه القله نقص في ذلك وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول جالس التوابين فانهم يخافون من الرياء وغيرهم من الافات التي تبطل الاعمال فكان الواحد منهم يخفي عمله عن اخيه بل عن زوجته واولاده كان ابو حازم رضي الله عنه يقول قد رد قد رضي علماء زماننا هذا بالكلام وترى كل عمل وقد كان السلف رضي الله عنه يفعلون ولا يقولون ثم ساروا الذين بعدهم يفعلون ويقولون ثم صار الذين بعدهم يقولون ولا يفعلون 

احبابي لاتكونو من أبناء الدنيا اعمل وتزوج ولكن لاتجعلها اكبر همك وهي اقصي طموحك بل اجعل قلبك متعلق بالله  

 واجعل قلبك يكره الدنيا ويميل للاخره  

والسلام عليكم ورحمة وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى