مقال

خير تقدمه لأخراك

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن خير تقدمه لأخراك
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 5 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن الإسلام أو عقيدة التوحيد بشكل أخص، من الناحية التاريخية هـي التي فصلت بين السلطة والألوهية عمليا، حيث كانشقاء الإنسان وما يزال بتحالف الجبت، الكهنة والطاغوت الاستبداد السياسي والدكتاتورية فالحاكم من البشر يتوهم بما قد يمتلك من جوقة الأتباع ممن لا رءوس لهم، من الذين استخفهم وأوهمهم أنه يتمتع دون سواه بالعبقرية والإلهام لما يمتلك من سلطات وصلاحيات وقرارات لا ترد.

حيث يتوهم بفعل منه وتسويغ من الخفاف حوله أنه يحيي ويميت، مقتديا بذلك بأنموذج النمرود مع سيدنا إبراهيم عليه السلام ذلك الأنموذج الذي نقرأه صباح مساء ليبقى أنموذجا خالدا على تلبس الألوهية بالملك، وكيف أن المدافعة والصراع حول ذلك سوف يبقى مستمرا استمرار الحياة، وإن الإنفاق في سبيل الله خير تقدمه لأخراك، والإنفاق في سبيل الله يدفع الله عز وجل به عن العبد البلاء حتى كان بعض العلماء يوصي إخوانه إذا أصابتهم الشدائد والملمات، أن يكثروا من الصدقات حتى يرحمهم الله عز وجل، وكم من يد أعطت لوجه الله عز وجل عافاها الله، ودفع عنها البلاء، والصدقة دليل وبرهان على إيمان صاحبها، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار قال صلى الله عليه وسلم “تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”

والصدقة فيها تيسير على عباد الله المؤمنين، وتنفيس لكرباتهم، والصدقة يخلفها الله عليك، والصدقة تطهر صاحبها من الذنوب والخطايا وتزكيه، والصدقة لا تنقص المال، بل تزيده وتبارك فيه فعن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما نقصت صدقه من مال ” رواه مسلم، وبالصدقات تستر العورات، وتفرج الكربات، وتدفع الشدائد عن عباد الله المؤمنين والمؤمنات، فكم من صدقة دفعت عن صاحبها أبوابا من البلايا لا يعلمها إلا الله، وكم من صدقة رحم الله بها معذبا، وفرّج بها عن المهموم الهموم والكروب، فإذا عظمت على الإنسان ذنوبه، وكثرت منه خطاياه وعيوبه، فما عليه إلا أن يكثر من الصدقات رجاء أن يرحمه الله بها، وهذه الصدقات كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغّب فى إخفائها.

لينال الإنسان أجره كاملا عليها، لذلك كان السلف الصالح رحمهم الله يحرصون على إخفاء صدقاتهم حتى ذكروا عن التابعي الجليل زين العابدين، أنه كان ينفق على الناس في ظلمات الليالي، فلما توفي فقد أكثر من ثلاثين بيتا من ضعفة المسلمين رجلا يقرع عليهم الباب بالليل بالطعام، فكانوا رحمهم الله يخفون الصدقات رجاء أن يتقبلها الله منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى