مقال

معاملة النبي لأهل بيته

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن معاملة النبي لأهل بيته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان صلي الله عليه وسلم مع أهله أحلم الناس، يمازحهم ويلاطفهم ويعفو عنهم فيما يصدر منهم، ويدخل عليهم صلي الله عليه وسلم باسما ضحاكا، يملأ قلوبهم وبيوتهم أنسا وسعادة، ويقول خادمه أنس بن مالك خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما قال لي في شيء فعلته لم فعلت هذا؟ ولا شيء لم أفعله، لم لم تفعل هذا؟ وهذا غاية الحلم ونهاية حسن الخلق، وقمة جميل السجايا ولطيف العشرة، بل كان كل من رافقه أو صاحبه أو بايعه يجد من لطفه وودّه وحلمه ما يفوق الوصف، حتى تمكن حبّه من القلوب فتعلقت به الأرواح ومالت له نفوس الناس بالكلية.

فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فتعالي أخي المسلم لنعيش مع أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في بيته، وكيف كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع نسائه؟ وكيف كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أهل بيته؟ وهل كان صلى الله عليه وسلم يضرب زوجته، ويسبّها، ويلعن والدها وأهل بيتها؟ وهل كان يغضب من زوجته لأتفه الأسباب؟ فتعالي لنرى أخلاق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال ذات يوم لأصحابه الكرام ” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” ويعني أن خير الناس وأحسنهم وأفضلهم هو الذي يحسن معاشرة زوجته وأهل بيته، وليس هناك أحد أفضل في تعامله مع أهل بيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه السيدة عائشة رضي الله عنها. 

يسألها الناس ما هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه؟ كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أهل بيته؟ وماذا كان يصنع في بيته عندك؟ فأجابت رضي الله عنها بوصف وجيز بليغ ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألينَ الناس وأكرم الناس، كان رجلا من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما ” كان بشرا من البشر يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم، كان يكون في مهنة أهله وتعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة” فتأملوا معي كلمات السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي تصف أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ” كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان ضحاكا بساما ” 

أرأيتم كيف وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها تعامله صلى الله عليه وسلم مع نسائه، كان ليّنا هيّنا رحيما بأهله، وكان يمزح معهم ويضاحكهم، فما أحوجنا اليوم إلى هذه الأخلاق مع أهلنا في منازلنا، وهذه السيدة عائشة رضي الله عنها تقول ” زارتنا السيدة سودة بنت زمعة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فكنا جالستين، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس بيني وبينها ووضع إحدى رجليه في حجري، والأخرى وضعها في حجرها” فهل تتخيلون الموقف؟ النبي صلى الله عليه وسلم جالس بين زوجتيه، مسندا ظهره على الحائط، واضعا رجليه على سودةَ وعائشةَ، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل بيته الأخيار الأطهار إلي يوم الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى