مقال

التشفي في الناس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التشفي في الناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، اللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه والتأسي به والاقتداء بهديه، واللهم لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه فإن هناك وفي مكة يولد البدر وتضيء الحياة في الأرض، تزداد الأرض جمالا ببعثة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد كانت بعثته ميلادا للعالمين، وصفحة بيضاء للناظرين، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

العابد الخاشع الخاضع لربه جل في علاه، له جانب من التعلق بالله، ودوام القنوت بين يديه، فكان صلى الله عليه وسلم في كل ليلة يقوم يناجي ربه بإحدى عشرة ركعة ويبكي فيها، قال الله له “قم” فقام ثلاثا وعشرين سنة، وقام الليل حتى تفطرت قدماه، ويدخل بلال على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يبكي، فيقول يا رسول الله، لماذا تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول صلى الله عليه وسلم “أفلا أكون عبدا شكورا؟” فكان صلى الله عليه وسلم يصلي الرواتب، وهي اثنتا عشرة ركعة، غير الفرائض، في كل يوم وليلة، ويصوم حتى يقول القائل لا يفطر، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين.

يقول أحمد بن عبد الحميد الحارثي ما رأيت أحسن خلقا من الحسين اللؤلؤي، كان يكسو ممالكيه كما يكسو نفسه، فالخادم هذا جاء من بعيد، في نفسه انكسار من الغربة، فلا أقل من أن يطيّب خاطره بشيء يشعره بأن من حوله له أهل، وتطييب الخواطر له أثر كبير على النفوس، يمسح المعاناة، ويصبّر، ويقوي القلب في مواجهة الشدائد، ويمنع من الانهيارات النفسية، والسكتات، والجلطات، والناس إذا ورد عليهم الوارد القوي وقلوبهم فيها ضعف ينهارون، وقد يموتون، وإن عكس تطييب الخاطر تماما هو التشفي، فترى بعض أصحاب النفوس المريضة يفرح برسوب أولاد الجار، أو تطاول الأبناء على أبيهم، أو مصيبة أحد زملائه في العمل، تفرح الضرة لما أصاب ضرتها، أو الموظفة لما أصاب زميلتها في العمل من الطلاق.

كيد، وحسد يدفع للتشفي، هذه من صفات المنافقين، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها” فينبغي علينا الإكثار من ذكر الموت، فإنه الموت فكم من جسد صحيح، ووجه صبيح ولسان فصيح هو اليوم في قبره يصيح وعلى أعماله نادم وعلى الله قادم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا وقف العباد للحساب، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء ؟ قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين” رواه الطبراني، وقد أظهر القرآن الكريم مكانتهم العظيمة وهي الفوز العظيم في الدنيا والآخرة، وهذا نموذج عظيم ممن فهم حقيقة الفوز العظيم ألا وهو حرام ابن ملحان.

فقد روى البخاري بسنده عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال “فزت ورب الكعبة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى