مقال

الدكروري يكتب عن سفك دماء المسلمين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن سفك دماء المسلمين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على طريقه ومنهاجه، وعلى التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين واللهم حبب إلينا أهلنا، وحبب أهلينا إلينا، واجمع بين الجميع على طاعتك ورحمتك ومودتك، واجعلنا من الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان، ولا تلتنا وإياهم من أعمالنا شيئا، إنك أنت الغفور الرحيم، إن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم هي أحد الأصول الثلاثة التي يجب على المسلم معرفتها وسيسأل عنها في قبره، عندما يقال له من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فماذا تعرف أيها المسلم عن سيرة نبيك ؟ وعن أخلاقه ؟ وعن صفاته ؟ وما نوع معرفتك به ؟ أهي معرفة اتباع واقتداء ؟ أم مجرد معلومات لا تجاوز مسامعك، حيث قال الله تعالى ” أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون” 

فالمعرفة به صلى الله عليه وسلم ليس مجرد قراءة لسيرته واطلاع على أخباره فحسب ولكنها معرفة تستوجب اتباعه وتصديقه في كل ماجاء به صلى الله عليه وسلم، وأن يكون شعار المؤمن ” إن كان قال فقد صدق” ولقد كان كفار قريش يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صادق وأمين ويلقبونه بذلك ولكن تلك المعرفة لم تنفعهم شيئا لأنهم كذبوه ولم يتبعوا ما جاء به، وقال ابن كثير ” قال الله سبحانه منكرا على الكافرين من قريش ” أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون” أي أفهم لا يعرفون محمدا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم، أفيقدرون على إنكار ذلك والمباهتة فيه؟ ولهذا قال جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، للنجاشي ملك الحبشة أيها الملك، إن الله بعث إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم.

وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته، وكانوا بعد كفارا لم يسلموا، ومع هذا ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد لقد اختلف أهل التأويل في معنى الإفساد الّذي أضافه الله عز وجل إلي هذا المنافق، فقال تأويله ما قلنا فيه من قطعه الطريق، وإخافته السبيل كما حدث من الأخنس بن شريق، وقال بعضهم بل معنى ذلك قطع الرحم وسفك دماء المسلمين، وقد يدخل في الإفساد جميع المعاصي، وذلك أن العمل بالمعاصي إفساد في الأرض، فلم يخصص الله تعالى وصفه ببعض معاني الإفساد دون بعض، وفي سياق التشريع القانوني وضعت أشد عقوبة وأقساها في الإسلام. 

ضد المفسدين في الأرض، ولهذا قاوم الرسول صلى الله عليه وسلم المفسدين ونكل بهم وعاقبه أشد العقوبة، فعن أنس بن مالك قال سألني الحجاج قال، أخبرني عن أشد عقوبة عاقب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال قلت قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عرينة من البحرين، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقوا من بطونهم، وقد اصفرت ألوانهم وضمرت بطونهم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، حتى إذا رجعت إليهم ألوانهم وانخمصت بطونهم عمدوا إلى الراعي فقتلوه واستاقوا الإبل، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ثم ألقاهم في الرمضاء حتى ماتوا” رواه البخاري ومسلم، وهذا في سياق من يقطعون الطريق أمام إعمار الأرض وإصلاحها وازدهارها، ويسعون في الأرض فسادا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى