مقال

واجبات الزوج في الشريعة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن واجبات الزوج في الشريعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم الأحد 29 اكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إن من الصحابة الكرام هو الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر، وكان حنظلة قد ألمّ بأهله حين خروجه إلى أُحد، ثم هجم عليه الخروج في النفير فأنساه الغسل أو أعجله، فلما قتل شهيدا أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه أن الملائكة غسلته فسمي غسيل الملائكة، وعن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لامرأة حنظلة “ما كَانَ شأنه؟” قالت خرج وهو جُنب حين سمع الهاتفة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” لذلك غسلته الملائكة” فقد خرج في صبيحة عرسه وهو جنب، فلقي ربه شهيدا.

فهيا بنا أخي المسلم على طريق السلف الصالح نسير وعلى دربهم نمضي نحسن صناعة الموت حتى يهب الله لنا الحياة العزيزة في الدنيا والآخرة وندع الوهن خلف ظهورنا، ونعلم أنها موتة واحدة فلنجعلها في سبيل الله تعالى، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن من واجبات الزوج نحو زوجته هو الاطعام والكسوة، والنبي صلى الله عليه وسلم بيّن في بعض الأحاديث الشريفة أن أول حق للزوجة على زوجها أن يحسن إليها في كسوتها، وطعامها هذا الحق الأول، لكن العلماء قننوا أن هذا الإحسان في الكسوة وفي الطعام يجب أن يكون في الحدود المعتدلة، والإنفاق له حد معتدل، إذا زاد عن هذا الحد انقلب إلى الضد، وكان الفساد في الأرض، وإنه لا لإرضاء الزوجة بمعصية الله.

وفي الحديث إشارة خطيرة جدا، هؤلاء الذين يتحملون معصية ربهم من أجل إرضاء زوجاتهم ما قرؤوا هذا الحديث، ما كلفك الشرع أن تطعمها طعاما لا تستطيعه، أن تطعمها إذا طعمت، إذا طعمت فأطعمها، أما إذا لم تقدر أن تأكل ما تشتهي فلا عليك شيء، لذلك كانت الصحابيات الجليلات يخاطبن أزواجهن قبل أن يغادر أزواجهن البيت، تقول له يا فلان، نصبر على الجوع، ولا نصب على الحرام، إن أي إنسان يقول لك أنا أفعل هذا من أجل زوجتي، من أجل أولادي، من أجل أن أرضيها، يجب أن أحصنها، يجب أن أرضيها لا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن تطعمها إذا طعمت، يعني لا ينبغي للزوج أن يأكل ما لذا وطاب، وأن يجعل طعام زوجته في مستوى أدنى، أن يطعمها إذا طعم، أن تطعمها إذا طعمت، وأن تكسوها إذا اكتسيت.

وإن من الوجات تجاة الزوجه من زوجها ألا يضربها علي وجها وهذا هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولا تضرب الوجه ” لأن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان في وجهه، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الوجه، فقال عليه الصلاة والسلام ” ولا تضرب الوجه” وإذا ذكر الله فأمسكوا ولا تضرب الوجه، ولا تقبح بالكلام، هذا من حقها عليك، ويجب أن تبقى في البيت، لأنها إذا بقيت في البيت فالقضية سهلة الحل، أما إذا انطلقت إلى بيت أهلها، طردتها من البيت فالأمر يتفاقم، وقد ينتهي إلى الطلاق، والله عز وجل أمر الزوج أن ينفق على زوجته بقدر ما أعطاه الله، إذا وسع الله عليه ينبغي أن يوسع على عياله، لهذا قال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله” وإن الإثم العظيم أن يضيع الرجل من يقوت، وهؤلاء عيالهم من لهم ؟ 

ليس لهم إلا الزوج، فإذا ضيع هذا الزوج من يقوت فقد ضيع أهله، وقد ألجأهم إلى التطلع إلى غيره، وقد حملهم على بغضائه، وقد حملهم على كراهيته، لذلك العاقل إذا آتاه الله مالا ” لينفق ذو سعة من سعته” من غير إسراف، ولا تبذير، ولا مخيلة، وإن دينار أنفقته في عتق رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، فأي منهم أفضل عند الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه علي أهلك” والدينار الذي أنفقته على أهلك هو الأفضل لماذا ؟ لأنك إذا أنفقت دينارا في  الله، ربما أنفق غيرك هذا الدينار، فإن لم تنفق أنت أنفق غيرك، وإذا أنفقت دينار في عتق رقبة ربما أعتقها غيرك، وإذا أنفقت دينار على مسكين ربما أنفقه عليه غيرك، ولكنك إذا امتنعت على إنفاق المال على أهلك فمن ينفق عليهم ؟ ومن لهم غيرك ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى