مقال

غزة تنادي وامعتصماة

جريدة الأضواء

غزة تنادي وامعتصماة

بقلم/السيد شحاتة

وامعتصماة صرخة إمرأة مسلمة وجدت من يلبي النداء فتحركت الجيوش ودكت حصون عمورية أعظم مدائن الروم

واليوم غزة تنادي أطفال تقتل ونساء ثكلي وشيوخ وشباب تحت نيران اليهود ليلا ونهارا ومباني تهدم ومستشفيات تباد بمن فيها والعالم الذي يطلقون عليه العالم الحر الديمقراطي المحافظ علي الحريات والمساواة ويتشدق العرب بهم ينظر ويشاهد ويساهم بكل ما أوتي من قوة في تلك المجازر

فلا قانون دولي ولا منظمات دوليه ولاحقوق للإنسان كما يدعون ونحن كمسلمين وكعرب نقف موقف المتفرج لما يحدث كل ما علينا هو عقد مؤتمرات نخرج منها بشجب واستنكار

فما أحوجنا اليوم لمعتصم جديد فالأمم دائما عند وقوعها في المصائب تجول في ذاكرتها قادتها الذين سطروا بأحرف من نور انتصارات عديدة

فالتاريخ لاينسي فلم يحفل مجال فيه تقدم للمسلمين مثلما كان المجال العسكري فالقادة العسكريون في الإسلام لايحصيهم عدد ولايمكن أن يشملهم إحصاء أو بيان

إستطاعوا منذ فجر الإسلام أن يقودوا معارك حربية ببصيرة نافذة مع العلم بأن مجالهم لم يقتصر علي ذلك فقط ولكن بجانب العملية الإدارية حيث كانوا ولاة يمارسون العمل الإداري في شئون دولتهم

فلا يمكن أن ننساهم أو نغض الطرف عنهم بدءا من القائد الأعلى رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم مرورا بالخلفاء وقادة الفتوحات الإسلامية حتي عصرنا الحالي

كما لايمكن أن ننسي فضل علماء الدين فدورهم لايقل أهمية عن دور القائد أو الخليفة امثال سلطان العلماء العز بن عبدالسلام وغيره

فالتاريخ حافل ولايمكن تزويره رغم المحاولات العديدة في ذلك وإذا أردنا أن نذكر الأسماء فسوف نحتاج مجلدات ومجلدات

وكما أن التاريخ لايمكن أن ينكر دور هؤلاء القادة والخلفاء أيضا يذكر من خان العهود والمواثيق بل وتحالفوا مع الأعداء ضد بني جلدتهم ودينهم فمنهم مثلا ناصر الدين الأيوبي الذي أضاع أمجاد صلاح الدين الأيوبي وتنازل عن القدس مرتين للصليبيين

وهناك أيضا إبن الأحمر حكم الأندلس في مملكة غرناطة وخضع لملك قشتالة وحارب مع الأسبان وساعدهم في قتال المسلمين ولعب دور الواعظ الشيطان وتنازل عن مايقرب من مائة وخمسون مدينة وحصن

كما لايمكن أن ننسي إبن العلقمي وزير المستعظم بالله وبدر الدين لؤلؤ اللذان خانوا المسلمين وتعاونوا مع هولاكو التتار حتي سقطت الخلافة العباسية

وهناك أبو عبدالله الصغير في غرناطة بالاندلس والمتوكل السعدي بالمغرب ومراد غيراي حاكم حامية القزم العثمانية ومير جعفر علي في الهند وخيانته وانضمامة للانجليز وكذلك خنفس باشا أحد قادة أحمد عرابي وخانه وتحالف مع الإنجليز في التل الكبير مما تسبب في الهزيمة واحتلال مصر وأخيرا وليس بآخر الشريف حسين بن علي الذي خان الدولة العثمانية باسم الثورة العربية الكبرى وتسبب بفعلته في إحتلال فلسطين والأردن وسوريا

فاليوم إذا كانت غزة صامدة في مواجهة دولا بترسانة أسلحتها الفتاكة ولاتجد من يمد لها اليد في وقف نزيف الدماء والقتل رغم ما تملكة الدول من أدوات الضغط كما حدث من موقف الملك فيصل ملك السعودية وبعض الدول العربية من وقف تصدير البترول أثناء خرب أكتوبر المجيدة

فهل ستنتظر غزة وتصمد حتي يأتي معتصم جديد ام ستستمر تحت قصف لايطاق طالما أن هناك ابن علقمي جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى