مقال

العمل الإحسان في القيم الإسلامية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن العمل الإحسان في القيم الإسلامية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إن العمل يحقق للناس مصالحهم، ويؤمن لهم حاجاتهم، بطريقة شريفة، وبصدق شديد، وبإخلاص تام، وبإتقان، وبمعاملة طيبة، فهو داعية إلى الله من دون أن يدري، ولذلك تجد أكبر قطر إسلامي على الإطلاق وهو إندونيسيا الذي يعد مئة وخمسين مليونا هذا القطر الإسلامي وصلت إليه الدعوة عن طريق التجار فقط، ولم يفتح بالسيف، لذلك يستحق التاجر الصدوق الأمين أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة، وقد قال عليه الصلاة والسلام استقيموا يستقم بكم” رواه الطبراني عن سمرة.

فإن استقامتك دعوة، وعفتك دعوة، وصدقك دعوة، وأمانتك دعوة، وإخلاصك دعوة وأنت ساكت، وهذا الذي لا يحسن أن ينطق بكلام فصيح، ولا أن يأتي بالحجج الدامغة، ولا أن يأتي بأقوال متعددة يؤكد بها رأيه، وهذا الذي لا يحسن أن يقول هو داعية من دون أن يدري، وكما أن العمل يغفر الله به الذنوب، فعن عبد الله بن عباس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له” رواه الطبراني، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له” رواه ابن عساكر، وكما أن الإسلام رفع العامل إلي درجة الشهيدن حيث رفع الله جل جلاله العمل والكسب الحلال إلى مستوى الجهاد في سبيل الله ومن يسعى على كسب معاشه ورزق أولاده من حلال فهو في درجة الشهيد.

أو المرابط في سبيل الله وما ذلك إلا لأهميته وفضله فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ” ما من حال يأتيني عليها الموت بعد الجهاد في سبيل الله، أحب إلي من أن يأتيني وأنا ألتمس من فضل الله” ويعنى ذلك ” والله ما أحب أن يأتيني الموت إلا على أحد شكلين إما مجاهدا في سبيل الله أو ساعيا لطلب الرزق” وإن من القيم الإسلامية هو الإحسان ويقصد به في الشريعة الإسلامية عبادة الله تعالى، كأن المرء يراه، وقد عرف العز بن عبد السلام رحمه الله، الإحسان بأنه جلب منفعة أو دفع مفسدة، وإن من القيم الإسلامية أيضا الصبر، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الصبر، فصبر على ضيق الحياة وشدتها، وعلى أذى المشركين وكيدهم له، وعلى إيذاء أهل الطائف له من استهزاء وسخرية وعنت.

ومن أوجه صبره كذلك صبره على الطاعة، فقد كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه بالرغم من أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأيضا الزهد ويقابله في اللغة الرغبة، ويقصد به عدم الميل إلى الشيء، أما في الاصطلاح فيطلق على الإعراض عن الحياة الدنيا، وما فيها من ملذات وشهوات، وعُرّف أيضا بأنه طلب راحة الحياة الآخرة بترك راحة الحياة الدنيا، وكان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام زاهدا في الدنيا، طمعا في نيل الدرجات العليا والنعيم المقيم في الحياة الآخرة، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” عرض على ربى ليجعل لى بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا رب ولكنى أشبع يوما وأجوع يوما فإذا جعت تضرعت إليك وذكرت وإذا شبعت حمدتك وشكرتك” وورد عن ابن القيم رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعب طعاما قط، فإن رغب به أكله وإن لم يرغب تركه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى