مقال

السلوك المحمدي رمز العفة والعفاف

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السلوك المحمدي رمز العفة والعفاف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، لما كان المرض قاهر الرجال وعدو الأجيال والابتلاء الذي لا تستقر معه حال ناسب أن يكون العلاج في تنفيس الكربات وتفريج الهموم وإغاثة الملهوف، من خلال بذل المال والصدقات ونفقته على المحتاجين وقد لا تصل العقول لحقائق ونتائج عملية لتلك الطرق والوسائل العلاجية، إلا بعد التجارب لكن ما أخبرنا به رسول الله صلي الله عليه وسلم صدق وحقيقة لا مرية ولا شك فيه، فهو القائل ” تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم ” وهذا الإخبار الهام لا يصدر إلا بوحي رباني، فعلاج المرضى بالصدقة جزء من ذلك.

فإن الطب نوعان جسماني وروحاني فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأول آنفا وأشار الآن إلى الثاني فأمر بمداواة المرضى بالصدقة ونبه بها على بقية أخواتها من القرب كإغاثة ملهوف وإغاثة مكروب وقد جرب ذلك الموفقون فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية، وإن المؤمن لا يفكر بعقله في مؤامرة شنيعة، ولا في حيلة بارعة تؤذي الآخرين، وإنما يفكر في الخير، ويفعل الخير، ويحض على عمل البر، وهذا هو خلق الإسلام، وهذا هو دين الإسلام، فما أحرانا أن نقدم هذه المبادئ للأمم، ولا نقدمها بأقلامنا، ولا نقدمها بكتبنا، ولا نقدمها بإذاعاتنا، ولا نقدمها حتى على الانترنت، لأنهم يقيسون بسلوكنا، علينا أن نترجمها إلى سلوك عملي، سلوك محمدي، سلوك قرآني، نسعد به في أنفسنا.

ونسعد به في مجتمعاتنا، ونقدم الخير به للعالم، فإن الإسلام هو دين الأمن وهو دين الأمان وهو دين العفة والعفاف وهو دين الشرف والامانه وهو دين العدل ودين الرحمه ودين الطهاره، ودين السماحة ودين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو دين الشهامة والمروءة وهو دين كف الأذى وإغاثة الملهوف وهو دين المواساة والموأخاة، فيقول تعالي “ويؤثرون علي أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة” فهو دين المحبة لقوله صلي الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه” وهو دين النخوة والشهامة، وتعرف النخوة في معاجم اللغة العربية بأنها مصدر مشتق من الفعل الثلاثي نخا بمعنى افتخر، والجمع نخوات ونخوات أي العظمة والمروءة، وأما اصطلاحا فالنخوة صفة عربية وخلق إسلامي.

يميز مجتمعاتنا عن غيرها، وتأتي بمعنى الشهامة، والقدرة على حمل الأمور العظام، والتصرف عند الحاجة توقعا للذكر الجميل بين الخلق وعند الخالق، وعادة ما تطلق على الرجال دون النساء، فنقول رجل عنده نخوة، ونادرا ما نسمع يقال امرأة عندها نخوة، تماما كصفة الوسامة، فنقول رجل وسيم، ولا نقول امرأة وسيمة، وإن من موانع اكتساب صفة الشهامة، هو قسوة القلب، والأنانية، وخذلان المسلمين، واللامبالاة بمعاناتهم، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، واللهم وفق ولاة أمر المسلمين للحكم بكتابك والعمل بسنة نبيك ووفق ولاة أمرنا للخير، واللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم إذا ذكروا وتذكرهم إذا نسوا اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم ارحم هذا الجمع من المؤمنين والمؤمنات، اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم وارفع درجاتهم في الجنات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى