مقال

حياة أهل الاستجابة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حياة أهل الاستجابة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد فلك أخي المسلم أن تقول وكيف أستجيب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم؟ ونقول الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أن يخضع ويطيع وينقاد قلبك وجوارحك وأقوالك وأفعالك وجميع حالك لأوامر الدين ونواهيه، وأن تطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة، وهذا واجب عليك لا تفضلا منك، ولأهمية الاستجابة لله ورسوله وشرعه وعد الله المستجيبين بالثمار اليانعة والبركات الهانئة في الدنيا والآخرة، فمن تلك الثمرات هو حياة أهل الاستجابة، وأن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له” وكما أن من ثمراتها الجنة، والاستجابة سبب في قبول الدعاء، وهي كذلك من علامات الإيمان، وبالاستجابة نيل مغفرة الله تعالي، وحتى نكون من أهل الاستجابة ونفوز بتلك الثمار العظيمة والهبات الوفيرة التي وعد الله أهلها، تعالوا بنا لنتأمل في صفحات مشرقة من حياة المستجيبين ونماذج من لنستنير بها في تحقيق الاستجابة لرب العالمين ورسوله الأمين فمن تلك النماذج هو الصحابي الجليل أبو طلحة لما نزلت الآية الكريمة ” لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون ” يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول إن أحب أموالي إلي بيرحاء، فهي إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، أرجو بره وذخره، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.

فقال صلى الله عليه وسلم “بخ يا أبا طلحة ذلك مال رابح” متفق عليه، ومن النماذج كذلك استجابة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة، روي ابن عمر فيقول “بينما الناس بقباء في صلاة الصبح جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة” رواه النسائي، وهذه استجابة فورية داخل الصلاة، ومن تلك النماذج أيضا هو رفض بعض الصحابه الكرام لرفع ما طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان ذهبا مبالغة في الامتثال والاستجابة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال “يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده”

فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به، قال لا والله، لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم، واعلموا يرحمكم الله أنه إذا بعث المسلم إلى آخر سلاما، فقال الرسول فلان يسلم عليك، وجب على المرسل إليه السلام أن يجيب، فقد قدمنا أنه يجيب على الفور، ويستحب أن يرد على المبلغ أيضا، فيقول وعليك وعليه السلام، فإن تبليغ السلام أمانة، فقد روى عبدالرزاق عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة أن رجلا أتى سلمان الفارسي فوجده يعجن، فقال أين الخادم؟ فقال أرسلته في حاجة، فلم يكن لنجمع عليه اثنتين، أن نرسله ولا نكفيه عمله، قال، فقال الرجل إن أبا الدرداء يقول عليك السلام، قال “متى قدمت؟ قال منذ ثلاث، قال “أما إنك لو لم تؤدها، كانت أمانة عندك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى