دين ودنيا

الدكروري يكتب عن منطلق تواصل العلوم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد الموافق 31 ديسمبر

الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيدا ثم أما بعد، إن دين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لأنبيائه منذ الأزل، ودين الإسلام هو الطريق المستقيم الموصل إلى الله كما ورد في تفسير سورة الفاتحة، فإن العبد يدعو ربه بأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يبعده عن طريق المغضوب عليهم وهم اليهود الذين عصوا الله عن علم ومعرفة، وطريق الضالين وهم النصارى الذين يعبدون الله على جهل وضلال.

وأن الطريق إلى الله واحد وهو دين الإسلام وهو الذي بعث الله به نبيه محمد صلي الله عليه وسلم كما بعث جميع الرسل وإن جميع ما خالفه من يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو وثنية أو غير ذلك من نحل الكفر كله باطل، وليس طريقا إلى الله ولا يوصل إلى جنته وإنما يوصل إلى غضبه وعذابه، وقال النبي صلي الله عليه وسلم “لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار” رواه الإمام مسلم، والله المسؤول أن يمنحنا وجميع المسلمين الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا وأن يهدينا جميعا الصراط المستقيم، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، ومما لا شك فيه أن منطلق تواصل العلوم والمعرفة.

في منظومة واحدة كبرهان على وحدانية الصانع قد أثر في منهجية الفكر الإسلامي من حيث انتقاء موضوعات الدراسة والبحث، وطرائق ومناهج الاستدلال والتفسير، ويعتمد مبدأ التوحيد على الوحدة وليس التنويع لذلك نجد أن الحضارة الإسلامية لا تؤمن بوجود إلهين، الأمر الذي يصل بتأثيرات الحضارة الإسلامية إلى كل قانون وكل توجيه، أما مسؤولية الإنسان عن تصرفاته فتسمى بالتكليف، وفي التصور القرآني فإن كل شخص يمتلك حرية التصرف وهومسؤول عن أعماله، وعليه يجب على الإنسان أن يغير ما بنفسه من سوء، وأن يتحمل المسؤولية لإحداث التحضر المطلوب، ويتم ذلك من خلال تثبيت العقيدة الصحيحة في النفس، وأن الإيمان يمنح الإنسان القوة التي تجعله يتحلى بالأخلاق الحميدة.

والتي تحرضه بدورها على الرقي والتقدم في الدنيا، كما يمكن القول أن الإيمان عامل حضاري يوجه إرادة الجماعات نحو المسار الصحيح ليزيدها عطاء وقوة، ويجعلها تبدع أكثر، وإن الحضارة تتنوع وتتباين مظاهرها حول العالم باختلاف الشعوب، وتختلف تعريفات الحضارة من مدرسة فكرية إلى أخرى، فيقول البعض إن الحضارة هي الثقافة، بينما يرى البعض الآخر أن الحضارة أعم وأشمل من مفهوم الثقافة لدى الشعوب، ولكن من المؤكد أن الحضارات تتكون من، اندماج عناصر أساسية هي الاقتصاد، والنظام السياسي، والعادات والتقاليد، وإنتاج العلوم والفنون، ويتاح للشعب إنتاج الحضارة الخاصة به في فترات الاستقرار وعدم وجود اضطرابات سياسية أو اقتصادية، وذلك لأن الإنسان يوجه طاقته نحو الأعمال الإبداعية أكثر كلما شعر بالأمان في الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى