دين ودنيا

الدكروري يكتب عن غاية الإسلام في الأرض

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن غاية الإسلام في الأرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 1 فبراير 2024

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد إن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام، فالسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، وأصبحت جزءا من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض، والإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة ولا غرابة في أن كلمة الاسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع، واعلموا يرحمكم الله إن الحرص على الإعتذار عند الخطأ.

 

من وسائل تطييب النفوس لأن الإنسان يرد عليه الخطأ في تعامله مع الناس، وكفارة ذلك الذنب هو الاعتذار، وكذلك هو الحال لمن أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حقا كانت أو باطلا، وتكل سريرته إلى الله، ولقد اعتاد كثير من المسلمين على إلقاء السلام على المعارف فقط، وهذا مخالف لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، الذي حثنا على إلقاء السلام على من نعرفه ومن لا نعرفه من المسلمين، وإن من السنة إلقاء السلام على الأطفال لأن ذلك يغرس في نفوسهم شعار الإسلام منذ الصغر، فيعتادون على ذلك في باقي حياتهم، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على غلمان فسلم عليهم” رواه مسلم.

 

وقال القرطبي تعليقا على تسليم النبي صلى الله عليه وسلم على الأطفال، هذا من خُلقه العظيم صلى الله عليه وسلم، وفيه تدريب للصغير، وحض على تعليم السنن، ورياضة لهم على آداب الشريعة فيه، وإن من السنة أن يبدأ المسلم بإلقاء السلام قبل أن يستأذن على أخيه المسلم،فعن ابن عباس رضى الله عنهما عن عمر بن الخطاب أنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم، وهو فى مشربة له فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر” رواه أبو داود، وعن ربعى قال حدثنا رجل من بنى عامر أنه استأذن على النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى بيت فقال ألج؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم لخادمه “اخرج إلى هذا فعلمه الإستئذان فقل له قل السلام عليكم ادخل” فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل فأذن له النبى صلى الله عليه وسلم، فدخل” رواه البخاري.

 

وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يستأذن قبل أن يسلم؟ قال “لا يؤذن له حتى يأتي بالمفتاح يبدأ بالسلام” وإذا كان المسلم جالسا مع إخوانه ثم قام ليفارقهم، فالسنة أن يسلم عليهم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم الأولى بأحق من الآخرة” رواه أبو داود، ويُكره إلقاء السلام على من يقرأ القرآن، أو من هو مشغول بالدعاء أو التلبية في الحج أو العمرة، ولكن إذا سلم عليه أحد، وجب عليه رد السلام، وكما يُكره إلقاء السلام على المؤذن أثناء أذانه، ولكن لو سلم عليه أحد، وجب عليه رد السلام بلفظه المعتاد لأن ذلك يسير لا يبطل الأذان، ولا يُخلّ به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى