مقال

أسباب الإعانة على التربية الصالحة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أسباب الإعانة على التربية الصالحة
بقلم / محمـــد الدكــروري
اليوم : السبت الموافق 6 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إليه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي إذا قال فعل، ألم تري كيف اصطبر على الأذى وقد ناءت الجبال بما حمل، أرأيت كيف بالكذب رموه وبالسحر اتهموه فما وهن ولا عن دعوته انفصل؟ ألا تراهم في ثقيف قد حوطوه، وبالحجارة أصابوه، فما استكان ولا فقد الأمل، ألم تسمع عن حملانه الكل فما ضجر ولا أصابه من الجحود ملل؟ ألا تراه قد أمر بكفالة الأيتام وحين ابتُلي بهم كفل؟ ألا تراه قد أمر بصلة الأرحام وحين قطعوها هم وصل؟ ألا تراه قد أمرنا بالعفو وحين أمر هو به امتثل؟ أرأيت حين أمرنا بالزهد كيف ضرب لنا أروع مثل؟ أرأيت حين أدبر أصحابه يوم حنين كيف كان هو البطل؟ أرأيته حين فقد فلذة كبده قلّ صبره أو ترك العمل؟

أرأيته حين غفر له في التنزيل قل خوفه أو فارقه الوجل؟ أما علمت أن الرسول نور يستضاء به فكم أعطى وكم بذل؟ والله لو لم يجد مؤمنا في عصره لظل يدعو وما اعتزل، فاللهم صلي وسلم وبارك على من به اعوجاج الملة اعتدل، وبنور سنته الشرع اكتمل، واجعله الشفيع لنا إذا ما الروح حين البعث بالجسد اتصل، وأصبح الهلاك هو دون النجاة المحتمل، ثم أما بعد إن هناك أسباب تعين على التربية الصالحة، أولهما وأعظمها وأجلها هو الدعاء فيكثر الوالدين من الدعاء للولد ويسأل الله عز وجل أن يكون الولد صالحا كما قال الله تعالى ” وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك ” وتكثر من الدعاء لولدك فلعلك أن توافق بابا في السماء مفتوحا فيستجاب لك، الله أعلم كم من أم وكم من أب دعا لولده دعوة اسعدته في الدنيا والآخرة.

فهذه الصحابية الجليلة أم سليم رضي الله تعالى عنها جاءت بأنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله خويدمك أنس أدعو الله له فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير الدنيا والآخرة فتسببت له في ذلك الخير رضي الله عنها وأرضاها، فيحرص الوالد على كثرة الدعاء أن الله يصلح ذريته والله تعالى يقول ” ادعوني استجب لكم ” ولا يسأم ولا يمل ولا ييأس من رحمة الله تعالي ولا يقنط من روح الله وإنما عليه أن يحسن الظن بالله عز وجل، كذلك أيضا الأمر الثاني وهو من الأهمية بمكان مما يعين على التربية الصالحة القدوة الحسنة الأولاد الأبناء البنات لا ينتظرون الكلام بمثل العمل والتطبيق فإذا نشأ الابن وهو يرى أباه على أكمل ما يكون عليه الأب ويرى أمه على أكمل ما تكون عليه الأم تأثر، وأصبح متصلا بهذه الأخلاق الحميدة والآداب الكريمة.

حتى تصبح سجية له وفطرة لا يتكلفها ولا يستطيع أن يتركها كذلك البنت إذا نشأت وقد رأت من أبيها الصلاح والاستقامة على الخير ورأت من أمها الصلاح والاستقامة على الخير أحبت الخير وألفته كيف يكون الابن صادقا وهو ينشأ في بيت يسمع فيه أباه يكذب فلربما طرق عليه الضيف فيقول أذهب وقل له ليس بموجود، كيف ينشأ الابن صادقا في قوله إذا كان والده يعلمه من خلال سلوكه وتصرفاته سيء العادات وكيف تكون البنت على صلاح واستقامة وهي ترى من أمها التقصير في الصلوات والطاعات نائمة عن فرض الله عز وجل أو مضيعة لحق الله في قولها وفعلها فأهم ما ينبغي قي التربية الصالحة القدوة وإذا كان الإنسان قدوة للغير تأثر الغير بكلامه وجعل الله لمواعظه وكلماته وتوجيهاته أثرا في النفوس وانتفع الناس وأنتفع أولاده بما يقول نسأل العظيم أن يرزقنا القول والعمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى