مقال

الفساد مع الرقي والتحضر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الفساد مع الرقي والتحضر
بقلم / محمـــد الدكــروري
اليوم : السبت الموافق 6 يناير 2024

بسم الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن خاتم المرسلين هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، نطق بأفصح الكلام وجاء بأعدل الأحكام وما قرأ ولا كتب، آية الآيات ومعجزة المعجزات لمن سلم عقله من العطب، تأمل في حياته وانظر وتمعن بقلبك وتدبر وهاك بعض النسب، الأب يموت ولا يراه، والأم تسلمه لغريبة ترعاه، فلا حنان ولا لعب، عم كفله ورباه، وعم هو أسد الله، وعم يَصلى نارا ذات لهب، تمنى الإسلام لمن رعاه وأراد الهدى لمن عاداه، فما أجيب لما تمنى وطلب، زوجة حنون تكبره بأعوام، يعيش معها في وئام وسلام وفجأة تغير الحال وانقلب، رسالة لم تتحملها الجبال، وعشيرة يرى منها الأهوال وتتركه الوليفة إلى بيت في الجنة من قصب، جاءه منها البنات والبنون فاختطفتهم منه يد المنون.

فلا وريث ولا شقيق ولا عصب، هموم وآلام ونفاق من اللئام وليل لا ينام ونهار للجهاد قد اصطحب، لم ينعم بلذيذ الحياة ولم ينل فيها ما تمناه، والموت منه قد اقترب، وُوري في التراب وجهه الأنور، وغُطي بالأكفان جبينه الأزهر، بعد شديد مرض وتعب، لم يورث منه مال، بل علم تناقلته الأجيال، ونور في الآفاق قد ضرب، أضاء للمؤمنين طريقهم أحبهم وحبب إليهم ربهم، فتنوع العطاء والحب السبب، إمام الغر المحجلين، وخاتم الأنبياء والمرسلين وجهك بدر وصوتك طرب، سيد كل قبيلة وفريق، بالمؤمنين رحيم وشفيق، سيدي وحبيبي قدوتي وشفيعي الشوق مشتعل والدمع للخدّ خضب، فهل تنعم برؤية وجهك عيناي؟ وتهنأ بلثم قدميك شفتاي؟ فالعمر ولى والزمان قد اغترب، فيا رب يا أكرم مسؤول ويا خير مُرتجى ومأمول.

صلي على سيد الأعاجم والعرب، على الصحب ومن تبع وكل من إليه انتسب، ما لاح في الأفق نجم أو غرب، أو ظهر في السماء هلال أو احتجب، وكلما انحنى لك في الصلاة ظهر أو انتصب، ثم أما بعد، فإن من صور الإفساد في الأرض هو الدعوة إلى إفساد المرأة، فهناك دعوات غربية تنادي بإفساد المرأة تحت مسمى الرقي والتحضر ومسايرة العصر والهدف منها إفساد المجتمع، فدعوة المرأة أن تعصي ربها عز وجل، وأن تفعل كما فعل نساء الكفر، فهذا أيضا من الإفساد في الأرض، وليحذر الإنسان من ذلك أشد الحذر، وليسع إلى كل أمر فيه خير وصلاح، وكذلك من صور الإفساد في الأرض هو انتشار المعاصي والفواحش فنشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها.

وتعارف الناس عليها، حتى أصبحت المعاصي والفواحش شيئا مألوفا هذا بلا شك فيه فساد البلاد والعباد، وقال ابن القيّم رحمه الله في قوله تعالى ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” قال أكثر المفسّرين” لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله لها ببعث الرسل، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله، فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره، فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره، ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أعظم فساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها، إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والدعوة له لا لغيره.

والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ليس إلا ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض سببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك سببه مخالفة رسوله، والدعوة إلى غير الله ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى