مقال

الضرب وسيلة للعلاج الأسري

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الضرب وسيلة للعلاج الأسري
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد يقول الله عز وجل كما جاء في سورة النساء.

“الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” ففي الآية تدرج حكيم في التعامل مع مختلف المستويات في المشكلات، ففي البداية الوعظ، ثم الهجر في المضجع، بمعنى لا يترك المنزل، وأخيرا الضرب، ولكن بشروطه المعروفة، التي حددها العلماء، ويوضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ” ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت”

ويلي هذه المراحل الثلاث إرسال حكم من أهله، وحكم من أهلها للصلح بينهما، وذلك وفق قول الله عز وجل كما جاء في سورة النساء ” وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” وعلى الرغم من وجود الضرب كوسيلـة للعلاج الأسري، إلا أنه صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده الكريمة امرأة قط تقول السيدة عائشة، رضي الله عنها “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما” وذم الذين يضربون النساء بقوله صلى الله عليه وسلم “لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم” ولقد وجه صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه لما اشتكى له من سوء خلق زوجته قائلا له “يا رسول الله إن لي امرأة وإن في لسانها شيئا، يعني البذاء.

قال فطلقها إذا، قال قلت يا رسول الله، إن لها صحبة ولي منها ولد، قال فمرها، يقول عظها، فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أميتك” اللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه، والتأسي به والاقتداء بهديه، الله لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى