مقال

تأثير المخدرات على القوى العقلية والذهنية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن تأثير المخدرات على القوى العقلية والذهنية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن إدمان تعاطي الخمور يؤثر على العظام، ليتسبب في هشاشتها، وذلك بسبب منعه إياها من امتصاص الجسم لمادة الكالسيوم التي يحتاجها، وكذلك منع الجسم من امتصاص أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها، وهذا يؤثر سلبا على وزن الجسم، إذ يأخذ بالنقصان المستمر، كما يقلل من مناعة الجسم، ليصبح عرضة لأي مرض وضرر، وكذلك تأثيره السلبي على الجهاز الهضمي، حيث يُحدث الكثير من المشاكل.

متمثلة بالتهاب في جدار المعدة، لينتج عنها تقرحات فيما بعد، فيصاب بنزيف دموي حاد، كما يعود بالضرر على جهاز البنكرياس، وتليف الكبد الذي يؤدي إلى الوفاة، وكذلك تأثيره السلبي على القوى العقلية والذهنية، والتي تقلل من التركيز، وتضعف الذاكرة، وتؤدي إلى الاعتلالات الدماغية، التي تفقد شارب الخمر العقل وتذهبه، ويجب علينا أن نعلم أن شرب الخمور والمخدرات، وتعاطي المسكرات وانتشار المنومات علامة ظاهرة من علامات قرب الساعة، والأدهى من ذلك استحلال بعض الناس لها، نعم لقد استحلها بعض المسلمين اليوم ولا يبالون بالتحريم والتحذير منها فعن أن بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا ” متفق عليه.

إذن فلا يجوز بحال تعاطي المخدرات والمسكرات والخمور والحبوب والمخدرة والمنشطة بشتى أنواعها وأشكالها لأنها تذهب العقل وتزيله، وهى تجعل المتعاطي معرضا للخطر في كل لحظة، بل قد تعرض الآمنين من المسلمين لخطر السكران والمخمور، وإن شكر النعمة استخدامها فيما خلقت له، وكفران النعمة استخدامها في الهلاك والدمار والاعتداء عليها، واعلموا أيها المسلمون أنه مما حرم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجمع المسلمون على تحريمه الخمر، التي هي” أم الخبائث” والإدمان والمخدرات بجميع أنواعها سواء كانت نباتا أو حبوبا أو مطعوما أو مشروبا أو استنشاقا أو إبرا أوالأفيون، المورفين، الكوديين، الهيروين، الكوكايين، الحشيش، البانجو، والقات، والمسهرات، والمنشطات، والمنومات، والمهدئات.

والحبوب المخدرة بجميع أنواعها كالكبتاجون والترامادول والتامول وغيرها أو إدمان النت والفيس بوك وغير ذلك، حرمه الله وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم لما فيه من الأضرار والتدمير، ولما فيها من الشر، ولما تسبّب لمتعاطيها من تحوله إلى إنسان شرير يتوقع منه الإفساد والجريمة، ولا يرجى منه خير، وقد نادى عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من ويلات المخدرات لما شاهدوا من الكوارث، فالخمور والمخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطرا يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار، فالخمر والمخدرات وما كان في معناهما حرام قليله وكثيره، حتى وان لم يذهب العقل إلا بالكثير منه فقليله حرام.

وعليه فكل ما كان مسكرا فهو حرام مهما تغيرت الاسماء ومهما تغير شكله ولونه ما بقيت فيه العلة وهى الإسكار، ولقد أطلقوا اليوم على الخمر أسماء متعددة من باب التغطية، فكما جاء في الحديث يسمونها بغير اسمها، فسموها المشروبات الروحية، والبيرة، ومشروب الشعير، والمقويات، والمسهرات، وغير ذلك من الأسماء، وفي الحقيقة هي المدمرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى