مقال

إن الله لا يحب الخائنين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن إن الله لا يحب الخائنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على نعمة الإيمان، والحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله الذي أنعم علينا بالشريعة السمحة ولم يجعل لنا فيها حرجا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وخطر المتربصين، وأن يحفظ شباب المسلمين من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلهم هداة مهتدين، ثم أما بعد لقد امتدح الله تعالى بالوفاء عباده المؤمنين الذين صدقوا عهودهم مع الله تعالى، ومع الناس، ورعوا الأمانات المختلفة الدينية والدنيوية، وثبتوا على هذه الحال حتى لقوا ربهم، قال سبحانه ” قد أفلح المؤمنون” إلى قوله تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” وقال سبحانه وتعالى ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.

وجعل الإسلام نقيض هذه الصفة من صفات المنافقين كما في قوله صلى الله عليه وسلم ” وإذا وعد أخلف ” رواه البخاري ومسلم، والقرآن الكريم يدعو الناس إلى الوفاء بالعهود والعقود حتى مع الأعداء، وحذرهم من التشبه باليهود الذين قالوا لا حرج علينا في حبس أموال العرب، فقد أحلها الله لنا لأنهم ليسوا على ديننا، وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم في دينهم، والله تعالى أمر المؤمنين بقوله ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” فإن الوفاء بالعهد صفة لأولياء الله، فقال سبحانه فى سورة الرعد ” إنما يتذكر أولوا الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق” والإسلام ينهى عن الخيانة، حتى من يخشى خيانته من الأعداء، فلا ينبغي خيانتهم لأن الخيانة خُلق ذميم، والله تعالى لا يحب الخائنين، فقال تعالى فى سورة الأنفال.

” وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين” فإذا خاف النبي صلى الله عليه وسلم أو أتباعه من قوم عاهدوهم خيانة بإمارة تلوح أو ترشد إلى ذلك، فلا ينبغي للمسلم أن يخون بناء على ما ظهر من إقدام العدو على الخيانة، ولكن عليه أن يبيّن لهم أن العهد الذي بيننا وبينكم قد ألغي، وأما عن سيد الأوفياء محمد صلى الله عليه وسلم، فسيرته مليئة بذلك مع أصحابه وأعدائه، وأهله، وقصة وفائه مع السيدة خديجة رضي الله عنها مشهورة، ومن أهم أسباب اقترانها بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أمانته وصدقه ووفاؤه، وكان كثير الثناء عليها بعد موتها، إن الوفاء مركب من العدل والجود والنجدة، وإن علامة العبودية ثلاث، الوفاء لله على الحقيقة، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم في الشريعة.

والنصيحة لجميع الأمة، وأنه ما نجا مَن نجا إلا بمراعاة الوفاء، وإن الصدق هو الوفاء لله عز وجل بالعمل، وأن الوفاء هو صدق اللسان والفعل معا، والوفاء خُلق من أخلاق القرآن، وخُلق نبوي كريم، وخصلة كريمة من خصال الإيمان، وخُلق عظيم من أخلاق الإسلام، ولكن هذا الخلق الكريم قد ضاع بين المسلمين إلا من رحم ربي عز وجل إنه خُلق الوفاء بالعهد، فاللهم أصلح الراعي والرعية، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، اللهم يا سميع الدعاء ويا قريب الرجاء يا خير المسئولين ويا خير المعطين، يا من يقول للشيء كن فيكون.

نسألك لإخواننا المسلمين في فلسطين فرجا قريبا ونصرا عزيزا، اللهم أحسن خلاصهم، اللهم فك أسرهم، اللهم اجبر كسرهم، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، ونعيذهم بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم، اللهم أطعم جائعهم، واكس عاريهم، وداوي جريحهم، وتقبل شهيدهم، واحقن دماءهم، وكن لهم ظهيرا ومعينا يا من لا يغلب جنده، ولا يخلف وعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى