مقال

الدكروري يكتب عن شهر الإنتصارات والفتوحات ” جزء 13″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن شهر الإنتصارات والفتوحات ” جزء 13″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث عشر مع شهر الإنتصارات والفتوحات، وفى رمضان كانت معركة بلاط الشهداء وهو سهل قريب من مدينة بُواتييه الفرنسية قرب باريس، وقعت فيه المعركة الشهيرة بين المسلمين والفرنجة بقيادة عبدالرحمن الغافقى سنة أربع عشرة ومائة للهجرة فى أواخر شعبان وأول رمضان، وقد قتل فيها الغافقى رحمه الله وانهزم المسلمون، وكان ذلك سببا لوقف الفتح الإسلامى فى أوروبا، وكان فتح عمورية فى رمضان وهى بلدة كبيرة قرب أنقرة في تركيا الآن، وكانت من أفضل بلاد النصرانية، وأشرف عندهم من القسطنطينية، وكان الروم قد هاجموا المسلمين وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا الرجال وسبوا النساء، فصاحت منهم امرأة هاشمية “وامعتصماه” فبلغ الخبر المعتصم، فأجابها وهو جالس على عرشه “لبيك، لبيك” وجهز جيشا عظيما وخرج إلى الروم.

 

فافتتح عمورية فى رمضان سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وفى رمضان كانت موقعة الزلاقة وهى موضع بالأندلس كانت فيه المعركة المشهورة فى رمضان سنة تسع وسبعين وأربعمائة للهجرة بين جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين الذى دخل إلى الأندلس من المغرب، وجيش الفرنجة، وكان قائد الفرنجة قد كتب كتابا يتهدد فيه المسلمين، فكتب له ابن تاشفين على ظهر كتابه “الذى يكون ستراه” وقاد المعركة بنفسه، وكان في الرابعة والثمانين من عمره رحمه الله وكتب الله فيها النصر للمسلمين، وفى رمضان كانت معركة عين جالوت وهى قرية قرب نابلس، حدثت المعركة بين المسلمين والتتار سنة ثمان وخمسين وستمائة للهجرة، بقيادة سلطان مصر الملك المظفر قطز، فلما التقوا ألقى الملك المظفر خوذته عن رأسه إلى الأرض، وصرخ بأعلى صوته واإسلاماه، وحمل بنفسه.

 

ومن معه حملة صادقة فانهزم التتار، ثم رجعوا ثانية، وتزلزل المسلمون زلزالا شديدا، فصرخ السلطان صرخة عظيمة سمعه معظم العسكر، وهو يقول “واإسلاماه” ثلاث مرات، يا الله، انصر عبدك قطز على التتار، فقاتلوهم قتالا شديدا فهزموهم، ونزل السلطان عن فرسه ومرّغ وجهه على الأرض وقبّلها، وصلى ركعتين شكرا لله تعالى، وفى رمضان معركة شقحب أو مرج الصفر وهو موضع قرب دمشق، وكانت فى أول رمضان سنة اثنتين وسبعمائة بين المسلمين من أهل الشام ومصر مع التتار، بقيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ومعه شيخ الإسلام ابن تيمية يشجعهم ويأمرهم بالجهاد ويشاركهم فيه، ويعدهم بالنصر، ويحلف لهم بالله إنهم منصورون، فيقولون له قل “إن شاء الله” فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، ثقة منه بنصر الله تعالى وأفتاهم شيخ الإسلام بالفطر في رمضان.

 

وكان يدور على الأمراء والجند ومعه شيء يأكل منه ليعلموا أنه مفطر، فانهزم التتار هزيمة منكرة، وفى رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف للهجرة هزم المصريون اليهود فى حرب العاشر من رمضان وهى حرب أكتوبر، أو ما يُسمى بمعركة العبور، أي عبور القوات المصرية قناة السويس واسترداد سيناء، وفى رمضان تم القضاء على المجوسية فى موقعة القادسية، بين المسلمين الذين كان عددهم ثلاثين ألفا، والمجوس الذين كان عددهم مائة وعشرون ألفا، بعد أن نقضوا عهد الذمة مع المسلمين، فأعز الله كلمة التوحيد، وجعل عباد النار في الأذلين، وفى رمضان، وقعت معركة حطين، التى استرد المسلمون فيها بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبى، وانتصروا على الصليبيين، الذين قاتلوا المسلمين قرنين من الزمان، وظلت القدس ما يقارب اثنين وتسعين عاما لا يرفع فيها أذان.

 

ومع أن هؤلاء الصليبيين قتلوا أكثر من سبعين ألفا من أهالى القدس من رجال، وكهول، ونساء، وأطفال، إلا أن صلاح الدين عاملهم بتسامح كبير، إذ لم يطالبهم إلا بالخروج من القدس، ودفع جزية رمزية للقادر عليها، وفى رمضان انتصر المسلمون على التتار الذين اكتسحوا العالم، وأرعبوا الخلائق، وجابوا الأرض طولا وعرضا، حتى وقف لهم الملك المظفر “سيف الدين قطز” في معركة “عين جالوت” يوم الجمعة، الخامسِ والعشرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى