مقال

العصيان وعدم الطاعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العصيان وعدم الطاعة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 27 يناير

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم التواضع وخفض الجناح للمؤمنين ممتثلا أمر الله تعالي له ” واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين” وذلك أن التواضع يتألف القلوب ويملكها بالمحبة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم متواضعا، خافض الجناح، لين الجانب، إذا جلس بين أصحابه كان كأحدهم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته” وكما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

” كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه” وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويقلّ اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصّر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد انظروا إلي هذا الرجل الذي ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو إبنه، ويقول يا أمير المؤمنين إن إبني عقني، والعقوق هو العصيان وعدم الطاعة والإحترام الواجب للآباء، فاستدعى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الولد، وقال له لم عققت أباك؟ فقال يا أمير المؤمنين إن أبي عقني قبل أن أعقه، قال عمر بن الخطاب وكيف؟ قال الولد أن والدى لم يُحسن اختيار أمي.

فأنا ابن أمَة سوداء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تخيروا لنطفكم فإن العرق دسّاس ” ولم يُحسن اختيار إسمي، فسمّاني جُعلا، والجعل أى الجعران أو الخنفسة التي تعيش في الحجارة والتراب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “أحسنوا أسماء أبنائكم، فإنهم يُدعون بأسمائهم يوم القيامة” ولم يُعلمني كتاب الله، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” إذهب يا رجل، فقد عققته قبل أن يعقك” وإن هذه الحقوق قد تناسها الناس في زماننا، إذ أنت وحدك المكلف بها أنت وزوجك، لا تعتمد على غيرك، وإياك أن تقول أنا مثلي مثل الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحرّج من ذلك، فقال “لا يكن أحدكم إمّعة، يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساء الناس أسأت، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساء الناس أن تحسنوا”

فعليك أن تخرّج لهذا المجتمع أبناء بررة، أتقياء أنقياء أوفياء، يقومون بهذه القيم الإلهية التي نحن في أمّس الحاجة إليها الآن لإصلاح هذا المجتمع، فلا يوجد قانون في مجتمعنا لإجبار الخلق عليها، أو محاسبتهم عليها، إلا قانون رب العالمين سبحانه وتعالى، وذلك يوم الدين وأيضا أثر ذلك يعود علينا الآن، لأننا قد أصبحت حياتنا غير الحياة التي يرجوها الله لعباده المؤمنين، فحياة المؤمنين، حياة طيبة مباركة، فيها لطف وفيها أنس، وفيها هدوء، وفيها سكينة وفيها طمأنينة، وفيها بركة في الأرزاق، وفيها كرامة في الأخلاق، وفيها سعادة في الوفاق، فيكون المجتمع في أمن وأمان بالقيم الإيمانية التي أنزلها في القرآن، وكان عليها النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وصحابته المباركين رضى الله عنهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى