مقال

الدكروري يكتب عن نداءات الرحمن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نداءات الرحمن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 6 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن نداءات الرحمن تسعون نداء، إحتوت على كل متطلبات الحياة، فاسمع نداءات ربك إليك، ولا تعرض عنها إلا إذا قلت لا يا رب أنا لست بمؤمن، فحينئذ لا يقرأ عليك، لا تنادى بها، وإنما ينادى الحي الذي يسمع ويعي، وإذا حفظتم الآن النداء فصلوا به النافلة حتى لا تنسوه، فهذه الآية تكفيك في الركعة، وإن أولياء الله ومناداة الله لهم، بأنك تعلم أيها المؤمن أنه ما نادى الله تعالى عباده المؤمنين إلا ليبين لهم طريق سعادتهم وكمالهم، وعزهم وسيادتهم وقيادتهم لأنهم أولياؤه، وهو وليهم وأسلافنا الصحابة وأبناؤهم وأحفادهم طيلة ثلاثة قرون.

لم تكتحل عين الوجود بأمة أعدل ولا أرحم ولا أعلم ولا أقوى ولا أقدر منهم وهم لم يحصلوا على هذا بأساطيل موسكو، أو بجامعات أمريكا وأوروبا، وإنما حصلوا عليه من هذا النور الإلهي كلام الله تعالي، وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له وشرحه وتفسيره، واليوم الرجال هنا خريجو الجامعات، وتجد الحاكم في العالم الإسلامي حوله جهلة ممتازون، وأهل القرآن مطرودون من الساحة، إلا من رحم الله عز وجل وأهل القرآن يقرءون على الموتى، وهذا الواقع، فأهل القرآن في غير بلادنا هذه لا وظيفة لهم أبدا، ويعيشون على القراءة على الموتى لا أقل ولا أكثر، فيعيش الرجل فاسقا فاجرا ضالا مشركا يتخبط، ويريدون أن يدخلوه الجنة ويقرءون عليه، ولن يدخل الجنة، ولن يشم رائحتها ولو قرءوا عليه سبعين مرة القرآن بكامله.

فقراءة القرآن على الميت لا تزكي نفسه ولا تطيبها وتطهرها، بل القرآن تقرأه أنت المؤمن الحي، وكل كلمة تعمل عجبها في إضاءة قلبك وإشراقة نورك، وأما أن نضعه عليك فقط فلو وضعنا ألف مصحف فلن يعمل لك شيئا، وكل ما في الأمر أن العبد إذا قرأ كلام الله تعالي يتوسل به، ويقول رب اغفر لفلان وارحمه، وأما أن تزكي القراءة نفسه فقد انتهى أمره ومات، وأن ما يأتي بعد النداء لا يكون إلا أمرا منجيا ومسعدا، أو نهيا مبعدا عن الشقاوة والخسران في الدارين، أو نذارة تخيف وترهب، فتحمل المؤمن على مواصلة فعل الخيرات، وإجتناب المنكرات، ولا غرابة ولا عجب في هذا لأن الولي لا يريد لأوليائه إلا نجاتهم وسعادتهم وكلما تسمع الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأعرها سمعك، فإنك مأمور.

فإما أن تعلم، وإما أن تحذر وتبشر، والمؤمنون المتقون أولياء الله تعالي ولا يمكن للشخص أن يكون وليا لله إذا لم يعرف أوامره ونواهيه والله وليهم إذ قال تعالى كما جاء في سورة البقرة ” الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور” وهذا وعد صادق، وهو وعد إخبار، وهذه الظلمات هي ظلمات الشرك والكفر والفسق والفجور والخبث والتلصص والإجرام وغيرها، والنور واحد، وسبحان الله فالظلمات متعددة، فهي ألاف من الظلمات، والنور واحد، والنور هو نور الإيمان وما يضيء وما تشرق له الحياة، اللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه، والتأسي به والاقتداء بهديه، الله لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى