مقال

أبو بكر يصدق الرسول

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أبو بكر يصدق الرسول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 11 فبراير

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وسبحانه أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الرحلة الإلهية والمعجزة الربانية رحلة الإسراء والمعراج، وقيل أنه عندما عاد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبلغهم بما حدث ليلة في تلك الليلة، ظن بعض المشركين أنها الفرصة القاصمة التي لا تعوض، فأسرعوا إلى أبي بكر رضي الله عنه، وهو أكبر المصدقين لأنه إذا وقع وقع الكل، هل سمعت ما يزعم صاحبك؟ ماذا يقول؟ قالوا يزعم أنه أسري به إلى المسجد الأقصى وعاد في نفس الليلة، ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا.

وظنوا أنه سيكذبهم أو يكذبه لكنه قال قولته الشهيرة أهو قال؟ قالوا نعم قال إن كان قال فقد صدق، إني لأصدقه فيما هو أعظم من ذلك، أصدقه في أمر الوحي يأتيه في أي لحظة من ليل أو نهار فسمي من يومها الصديق وحق له، وبعض الناس يظن أن أبا بكر كان درويشا، أو على أحسن تقدير مؤمن يصدق كل ما يقال له وإن كان مخالفا للعقل والمنطق لكن الحقيقة أن رد أبي بكر الصديق كان قمة العقل والدلالة العقلية مع الدلالة الإيمانية إنه يقول لهم بكل بساطة إن الله تبارك وتعالى الذي يقدر أن ينزل الملك بالوحي من السماء إلى الأرض في لحظة، ما الذي يمنعه أن يعرج بعبد من الأرض إلى السماء العلا في لحظة؟ وإن المسألة متعلقة بقدرة الله تعالي وليس بقدرة البشر، فرسول الله صلي الله عليه وسلم لم يقل ذهبت.

وإنما قال أسري بي فالذي فعل هو الله تعالي الذي لا يعجزه شيء، والقادر على كل شيء، إنما أمره إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، وهذا الذي فعله كفار قريش هو عين ما يفعله المنكرون والملحدون والزنادقة في كل زمان يتخذون من هذه المعجزة الباهرة تكأة للتشكيك في الإسلام، والطعن في القرآن، وفي رد سنة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام، وتشكيك ضعاف الإيمان، وهؤلاء أجهل الخلق بقدرة الله التي لا حدود لها، وواجب المسلم عندما يسمع هؤلاء الكذبة والأفاكين أن يرد عليهم برد أبي بكر رضي الله عنه ويقول بأعلى صوته إن كان قال فقد صدق، وذكر ابن عساكر أحاديث الإسراء في أوائل البعثة وأما ابن إسحاق فذكرها في هذا الموطن بعد البعثة بنحو من عشر سنين وروى البيهقي من طريق موسى بن عقبة عن الزهري.

أنه قال أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خروجه إلى المدينة بسنة، قال وكذلك ذكره ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة ثم روى عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن أسباط بن نصر عن إسماعيل السدي أنه قال فرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس ببيت المقدس ليلة أسري به قبل مهاجره بستة عشر شهرا فعلى قول السدي يكون الإسراء في شهر ذي القعدة وعلى قول الزهري وعروة يكون في ربيع الأول، وقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عثمان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس قالا ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى