مقال

صعوبات شديدة في طريق النبوة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صعوبات شديدة في طريق النبوة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي صعوبات جمّة، ولقي صعوبات شديدة، ومع ذلك ما كان ييأس، ولا يقعد، يثق بموعود الله، يتفاءل، فمات عمه أبو طالب وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها في عام واحد، وإجتمع عليه من أذى الكفار ما لا يعلمه إلا الله، ونالت قريش منه ما لم تنل من قبل حتى إعترضه سفيه من سفهائهم، وأهال التراب ونثره على رأسه، وطرح عليه سلا الجزور بين كتفيه وهو ساجد، وخنقه بعض الكفار خنقا شديدا.

وقام الصديق رضي الله عنه يدافع عنه، ولم يزده ذلك إلا تصميما وعزيمة على مواصلة الطريق، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف يحاول مع أهل الطائف مع أنه قوبل أسوأ مقابلة وردوا عليه أقبح رد وأنهم رجموه بالحجارة حتى دميت قدماه على ما وردا، ومع ذلك بقي متفائلا، ولما وصل صلى الله عليه وسلم مكة وجاوز المكان وجاءه ملك الجبال ويعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين، فقال صلى الله عليه وسلم “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله” وهذا تفاؤل أن الله يخرج من أصلاب هؤلاء من يعبد الله عز وجل، وكذلك لما لقي ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنواع الإيذاء والألم والمرارة وحصاره في الشعب، حتى ما كان يجد شيئا يأكله.

وكان صلى الله عليه وسلم يبعث في نفوس أصحابه التفاؤل، ويقول كلاما يعلي الهمم، يوقظ الأمل في النفوس كما كان صلى الله عليه وسلم وهو متوسد البردة في ظل الكعبة ويقول له خباب بن الأرت رضي الله عنه لقينا الشدة وحصل وحصل، والذي منا أحرق، والذي منا سجن، والذي منا عذب، وهو صلى الله عليه وسلم يقول لقد كان الرجل في من قبلكم وذكر لهم أذى أشد ثم قال صلى الله عليه وسلم “وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون” وكما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم طيب لا يأكل إلا طيبا، يتوارى عن أي شبهة في المطعم أو المشرب، فقال صلي الله عليه وسلم “إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها” متفق عليه.

وكما كان صلي الله عليه وسلم يجل صحابته ويعظم مكانتهم وإن كانوا حديثي السن، وقال عن أسامة بن زيد وهو لم يتجاوز حينذاك الثامنة عشرة من عمره “أوصيكم به فإنه من صالحيكم” رواه مسلم، ومن صور حسن خُلقه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا مرض أحد أصحابه عاده وحزن لمصابه، فقد زار سعد بن عبادة فوجد مرضه شديدا فبكى، وكما وفيّ صلي الله عليه وسلم مع صحابته، ولم ينسي فضلهم وإيثارهم، فكان في آخر يوم صعد فيه المنبر قال صلي الله عليه وسلم “أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي، أي جماعتي وموضع ثقتي، وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم” رواه البخاري، وحفظ لخديجة مواقفها العظيمة وبذلها السخيّ وعقلها الراجح.

فكان صلي الله عليه وسلم يذكرها بالخير بعد وفاتها ويصل أقرباءها ويحسن إلى صديقاتها، وأمر بسد كل خوخة، أي باب من البيت يفتح على المسجد النبوي سوى باب أبي بكر رضي الله عنه وفاء له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى