مقال

الدكروري يكتب عن تقلب وجه النبي في السماء

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 28 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، وبعد فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم، وفي صلواتكم لتفلحوا في دنياكم، ثم أما بعد قال تعالى كما جاء في سورة البقرة ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة” ففي أسباب النزول للواحدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال لجبريل عليه السلام وددت أن الله تعالي صرفني عن قبلة اليهود إلي غيرها، وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم، فقال له جبريل إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئا، فسل ربك أن يحولك عنها إلي قبلة إبراهيم، ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يديم النظر إلي السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله، فأنزل الله تعالى قوله سبحانه كما جاء في سورة البقرة ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة، وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون” كما أصل ورسخ هذا الحدث مبدأ وسطية هذه الأمة، فقال تعالى كما جاء في سورة البقرة. 

” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القلبة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبية وإن كانت لكبيرة إلا علي الذين هدي الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم” فالأمة الإسلامية وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، لا غلو ولا تقصير ولهذه الوسطية معالمها الشاملة الجامعة فهي وسطية في الاعتقاد والتصور، ووسطية في الشعائر والتعبد، ووسطية في الأخلاق والسلوك، ووسطية في النظم والتشريع، ووسطية في الأفكار والمشاعر، مجانبة للغلو والتقصير ومن ذلك دعوة الناس إلى عمارة دنياهم وأخراهم على السواء وهذا من اجل السمات التي يجب تحقيقها في الشخصية المسلمة، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يعمر دنياه وأخراه.

فما أكثر ما كان يدعو بهذا الدعاء القرآني الكريم كما جاء في سورة البقرة ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” وكان من دعائه صلي الله عليه وسلم أيضا ” وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي” رواه مسلم، وفى الأخلاق في الإنفاق، يقول تعالى كما جاء في سورة الإسراء ” ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا”وكما قال تعالي في سورة الفرقان ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما” وإن من دروس تحويل القبلة هو بيان مكانة الصلاة فلقد سماها القران الكريم إيمانا، إذ يقول الله عز وجل في سورة البقرة ” وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى