مقال

من لم يمت بالسيف مات بغيرهِ

جريدة الاضواء

من لم يمت بالسيف مات بغيرهِ

كتب/سعيد ابراهيم السعيد

تزداد الأزمة الإنسانية تفاقماً في قطاع غزة، مع دخول العدوان الإسرائيلي على القطاع يومه الـ147، مسفراً عن سقوط مزيد من الضحايا، وفي ظل عرقلة الاحتلال دخول المساعدات لا سيما إلى الشمال الذي بات على شفا “المجاعة”.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 8 أطفال داخل مستشفى “كمال عدوان” فقط، شمال القطاع، بسبب الجوع وسوء التغذية.

كانت وزارة الصحة قد أعلنت، أمس استشهاد 13 طفلاً بسبب المجاعة وسوء التغذية شمال القطاع.

وفي وقت سابق الخميس، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة “دوار النابلسي”، جنوبيّ مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 112 فلسطينياً على الأقلّ، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.

واستجابةً لمطالب المنظمات الدولية وعلى ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع لا سيما الشمال، أعلنت المفوضية الأوروبية، أمس الجمعة، أنها ستقدم 50 مليون يورو لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

كما تنوي المفوضية، زيادة الدعم الطارئ للفلسطينيين إلى 68 مليون يورو في عام 2024.

في السياق ذاته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: “إننا بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة أونروا”.

كان مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، قد ناشد في وقت سابق الجهات المانحة التي أوقفت تمويلها لـ”أونروا”، التراجع عن مثل هذه القرارات.

وجدد المكتب الأممي تأكيد دعمه الثابت للوكالة ولمهمتها التي “لا غنى عنها”.

وقد أبدى قلقاً بالغاً إزاء الظروف الكارثية في غزة والعوائق التي تعترض تنفيذ ولاية “أونروا”، مشيراً إلى أن التقارير الأخيرة تسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى زيادة دعم “أونروا” لتنفيذ التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.

وأشار إلى أن دعم أونروا “يعني الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يجري التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي”.

بدورها أعربت 17 منظمة دولية غير حكومية عاملة في مجال الإغاثة عن قلق بالغ إزاء التعليق الحالي والمحتمل لتمويل وكالة “أونروا”.

وشددت في بيان مشترك، على ضرورة أن يحافظ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على تمويل “أونروا”.

وفي السياق، قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة، إن السكان في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط استمرار الهجوم الإسرائيلي.

وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم المنظمة للصحفيين في جنيف: “النظام في غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك.. جميع شرايين الحياة في غزة انقطعت بشكل أو بآخر”.

وأوضح ليندماير إن ذلك خلق “وضعاً مأساوياً” كما حدث يوم الخميس عندما استُشهد أكثر من 112 شخص بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية.

“وأضاف ليندماير أن “الناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة، إلى أي إمدادات، لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم للحصول على أي طعام أو أي إمدادات لدعم أطفالهم وإعالة أنفسهم”.

ومن هذا المنطلق أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الجمعة أن الولايات المتحدة ستبدأ المشاركة في عمليات إسقاط عسكري للأغذية والإمدادات من الجو إلى سكان قطاع غزة.

ووفقاً لوكالة رويترز، قال بايدن خلال حديثه إلى الصحفيين في البيت الأبيض إن الإسقاط الجوي سينفَّذ خلال الأيام المقبلة، وإن الولايات المتحدة سوف تنضم إلى أصدقائها (مصر و الأردن و الإمارات) في توفير المساعدات الملقاة من الجو.

وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة (ربع سكان القطاع) على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

هذا كل ما لدينا حتى الأن
حفظ_الله_مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى