مقال

تناول المرأة حبوب منع الحيض فى رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تناول المرأة حبوب منع الحيض فى رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 4 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وأما عن حكم تناول المرأة حبوب منع الحيض فى رمضان، فإن أهل الفقه فى هذه المسألة على قولين، وبيانهما، أن القول الأول، أنه يجوز تناول حبوب منع الحيض في رمضان، بشرط عدم لحوق أى أذى.

أو ضرر بالمرأة بسبب ذلك سواء في شهر رمضان، أو غيره من الأزمان، وقد أفتى بذلك الإمام ابن باز، وعدد من مجامع الإفتاء المعاصرة، وبناء على ما سبق، يجوز للمرأة تناول حبوب تأخير الحيض في شهر رمضان، على ألا يترتب أى ضرر على ذلك لما فيه من مصلحة للمرأة من الصيام مع الناس، وعدم الإفطار ثم القضاء، كما صرح بذلك الإمام ابن باز رحمه الله، ويضاف إلى شرط عدم ترتب أى ضرر على المرأة، أن يتم تناولها بإذن الزوج إن ارتبط الحيض بأى أمر يخصه، ومثال ذلك المرأة التى تعتد بالحيض، فإنه لا يحق لها تناول ذلك الدواء إلا بإذن الزوج فهى لو تناولته، لاستمرت العدة مدة طويلة، مما يرتب على الزوج بذلك السكن، والنفقة مدة أطول، وأما القول الثاني.

فإنه يكره للمرأة تناول حبوب تأخير الحيض في رمضان لتصوم مع المسلمين، إذ إن الحيض أمر كتبه الله تعالى على المرأة، وعليها أن ترضى به، كما أخرج الإمام البخارى فى صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت “خرجنا لا نرى إلا الحج، فلما كنا نسرف حضت، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أبكى، قال، ما لك أنفست؟ قلت نعم، قال ” إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضى ما يقضى الحاج، غير أن لا تطوفى بالبيت” قالت وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على نسائه بالبقر” كما أن تلك الحبوب قد تؤثر في الحيض في المستقبل، وحال الامتناع عنها بعد مُضى رمضان، ومن القائلين بالكراهة الإمام ابن رشد رحمه الله، إذ كره ذلك خوفا من التسبب بأى ضرر للمرأة، وإن تناولتها، وانقطع الحيض، وصامت.

فصيامها صحيح، كما بينت ذلك دائرة الإفتاء، مع جواز تناول تلك الحبوب فى الحج لأنه من العبادات التي تؤدى مرة واحدة فى العمر، والحيض يمنعها من الطواف الذى يعد ركنا من أركان الحج، ولا يمكن إجزاؤه بأى طريقة أخرى، أما الإفطار في رمضان بسبب الحيض، فيمكن قضاؤه، كما أنه يتكرر كل عام، وتجدر الإشارة إلى أن المرأة الحائض تنال الأجر إن أفطرت في شهر رمضان بسبب عذر شرعى إذ إنها بفطرها تستجيب لأمر الله تعالى، وما قدره عليها، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى