مقال

الدكروري يكتب عن أبرز المعارك الرمضانية للمسلمين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أبرز المعارك الرمضانية للمسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 6 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد عباد الله، اتقوا الله فها نحن على أعتاب شهر الخير والغفران، شهر فيه من البركات أن أنزل المولى فيه القرآن الكريم رحمة، وهدى للناس أجمعين، إنه شهر رمضان المبارك ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن المعارك وإنتصارات المسلمين في هذا الشهر المبارك، وكان من أبرز المعارك التي انتصر فيها المسلمون إبان عصر الخلفاء الراشدين.

فهي معركة القادسية على الضفة الغربية لنهر الفرات التي وقعت في شعبان واستمرت إلى رمضان فى العام السادس عشر من الهجرة بين المسلمين والفرس، وكان قائد المسلمين الصحابى الجليل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، وبلغ عدد جيش المسلمين فيها نحو عشرة آلاف، وكان قائد الفرس رستم ذو الحاجب، ويتكون جيشه من مائة وعشرين ألف مقاتل، وقد مات المثنى بن حارثة الذي جرح في موقعة الجسر قبل المعركة، ومن الصحابة الذين كانوا يساعدون سعد بن أبي وقاص المغيرة بن شعبة، وقيس بن هبيرة، وطليحة بن خويلد الذى كان قد ادعى النبوة ثم تاب وأناب، فى معركة القادسية، وقبيل المعركة تم الاتصال بين المسلمين والفرس بهدف الوصول إلى اتفاق يمنع الحرب، ولكن هذا الاتصال لم يسفر عن نتيجة فقامت المعركة.

وهى من المعارك الهامة في تاريخ الصراع بين المسلمين والفرس إذ فرَّ فيها رستم وعشرات الآلاف من جنوده إلى المدائن عاصمة الساسانيين، وغنم فيها المسلمون مغانم كثيرة، وكانت موقعة القادسية المعركة الحربية الحاسمة التي ساعدت الأمة الإسلامية الفتية على أن تنعطف انعطافة جديدة في مسيرتها التاريخية وكان ذلك انعكاس طبيعى لانتصارها الظافر على الفرس، الذين كانوا يهيمنون هيمنة كاملة على الجناح الشرقى للوجود البشرى آنذاك، ومن ثم تسنى للأمة الإسلامية في هذه الموقعة الحاسمة تغيير ملامح التاريخ البشرى وذلك بعد أن استطاع المسلمون أن ينهوا الوجود الفارسى وسيطرته على تلك المناطق الهامة من العالم حينئذ، وفي موقعة القادسية تبلور أيضا مدى الإعجاز الفريد للجانب العقيدى الذى تفجر ينابيعه من الإيثار الفياض.

والإيمان الصادق فى نفسيات المسلمين وذلك عبر الحوار الذى دار بين واحد من أبناء الحضارة الإسلامية البازغة، وبين ممثل لتلك الحضارة الفارسية الغاربة، وهذان المتحاوران هما الصحابي ربعى بن عامر رضي الله عنه ورستم قائد الفرس، وذلك عندما دخل ربعى بن عامر على رستم، فقال رستم له ما الذى جاء بكم إلى هنا؟ قال جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وفى رمضان من العام الثامن من الهجرة كانت محطة فارقة ونقطة فاصلة فى حياة الأمة، عندما فتحت جيوش الصحابة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم مكة، وأعلنوا سقوط عاصمة الشرك والإستكبار الجاهلي.

التى طالما استغل المشركون منزلتها وفضلها في التحريض ضد الإسلام والمسلمين، وأعلنوا تحرير بلد الله الحرام من أدران الشرك والأوثان، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الأمة اتحدت فيها بلاد الحرمين، الأصل والمهجر، وأعلن عن قيام الدولة الإسلامية على حدود جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى