مقال

الدكروري يكتب عن أكبر إنتصارات المسلمين في رمضان

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 11 مارس 2024

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن إنتصارات المسلمين فيه، فكان فى شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة كان فتح مكة الذى بشر الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ممتنا عليه فى سورة الفتح ” إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما، وينصرك الله نصرا عزيزا ” 

ففتح الله لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القلوب بنزول القرآن فى رمضان، وفتح له مكة التوحيد بالجهاد في رمضان، وفى هذه الغزوة انتصر الإيمان، وعلا القرآن، وفاز حزب الرحمن، ودحر الطغيان، وكسرت الأوثان، وخاب حزب الشيطان، وفى رمضان أيضا كانت معركة عين جالوت التي أعز الله فيها المسلمين بقيادة الملك المظفر قطز، وأخزى التتار الملحدين بقيادة هولاكو المغولى، وكسر شوكتهم، ولم تقم لهم بعدها قائمة، وذلك فى يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان عام ستمائة وثمانى وخمسين من الهجرة، وفى رمضان يوم السبت للأول من رمضان من عام سبع مائة واثنين من الهجرة كانت موقعة شقحب، واستمرت إلى اليوم الثاني بين التتار والجيوش الإسلامية، وشارك فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، وكانت الغلبة فيها للمسلمين. 

وقال ابن كثير رحمه الله، وحرّض ابن تيمية، السلطان على القتال وبشّره بالنصر، وجعل يحلف له بالله إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضا، وكان يدور على الأطلاب والأمراء، فيأكل من شيء معه في يده، ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل، فيأكل الناس” وإن منزلة الجهاد في الإسلام عالية، ولهذا كانت مرتبة الشهداء الثالثة بعد مرتبة النبوة والصديقية، فقال الله تعالى فى سورة النساء ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبييت والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” بل إن منزلة الجهاد في الإسلام بمنزلة السنام من الجمل، والسنام هو أعلى وأرفع جزء من الجمل، فعن معاذ بن جبل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد” 

والجهاد في سبيل الله لا يعدله شيء فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال “لا أجده” قال “هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر”؟ قال ومن يستطيع ذلك؟ قال تعالى فى سورة النساء ” وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما” وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، أراه فوق عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى