مقال

الدكروري يكتب عن التفقه في الدين والتعلم 

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 14 مارس 2024

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ثم أما بعد إنه ينبغي كل مؤمن ومؤمنة يضرع إلى الله، ويسأله سبحانه التوفيق والهداية ويجتهد في التفقه في الدين والتعلم والتبصر، فيتدبر كتاب الله ويكثر من تلاوته حتى يستقيم على الأوامر وينتهي عن النواهي، وحتى يصدق أخبار الله عما كان وما يكون، وهكذا يعتني بالسنة، سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حفظا ودراسة ومذاكرة مع العلماء وطلبة العلم حتى يستقيم على الحق، ويسأل عما أشكل عليه، الذي لا يعلم يسأل أهل العلم ويتبصر ويتفقه حتى يستقيم على هدى. 

وحتى يكون سيره إلى الله تعالى عن علم بما قاله الله ورسوله، إما بطلبه للعلم واجتهاده في الخير، وإما بسؤاله أهل العلم، كما قال الله سبحانه وتعالى فى سورة النحل ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ” وإن من صدق في الطلب والضراعة إلى الله، واجتهد في ذلك وأخلص لله قصده وابتعد عن مساخط الله، وجالس العلماء وسألهم عما يجهله من دينه، فالله سبحانه يعينه ويوفقه، وأما وجوه الإعجاز التى للقرآن، فلا يحيط بهذه الوجوه إلا منزل القرآن سبحانه وتعالى، ومن هذه الوجوه هو الإعجاز اللغوى والبلاغى، والإعجاز فى الإخبار بالمغيبات، والإعجاز العلمى، والإعجاز التشريعى، وأما عن الإعجاز اللغوى والبلاغى، وإن المعجزة هى أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدى، سالم من المعارضة والإعجاز اللغوى هو أحد وجوه الإعجاز.

 

الذى هو إعجاز شامل لكل ما في كلمة “إعجاز” من معنى فهو معجز في ألفاظه وأسلوبه، وهو معجز في بيانه ونظمه، يجد القارئ فيه صورة حية للكون والحياة والإنسان، وحيثما قَلب الإنسان نظره فى القرآن وجد أسرارا من الإعجاز اللغوى، أولا فى نظامه الصوتى البديع بجرس حروفه حين يسمع حركاتها وسكناتها، ومدّها وغننها، وفواصلها ومقاطعها، ثانيا فى ألفاظه التى تفى بحق كل معنى فى موضعه،لا ينبو فيه لفظ فيقال إنه زائد، ولا موضع يقال إنه يحتاج إلى لفظ ناقص، ثالثا فى ضروب الخطاب، التى يتقارب فيها أصناف الناس في الفهم بما تطيقه عقولهم، فيراها كل واحد مقدرة على قدر عقله، ووفق حاجته، ورابعا فى إقناع العقل وإقناع العاطفة بما يفى بحاجات النفس البشرية تفكيرا ووجدانا، في تكافؤ واتزان، فلا تطغى قوة التفكير على قوة الوجدان، ولا قوة الوجدان على قوة التفكير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى