مقال

الدكروري يكتب عن أحب الصيام إلى الله

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 18 مارس 2024

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم اما بعد، ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن صيام التطوع ولقد شرع صوم التطوع من أجل جبر الخلل الذي يحصل في الفريضة، ومن أجل زيادة الأجر والثواب، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ” 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله “إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ” وعن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء” وصوم النفل أنواع، فهو إما نفل مطلق، أو مقيد، فالمطلق هو المندوب فعله في الشرع من غير تقييد له بخصوصه، كمن أراد أن يصوم يوما، فله أن يصوم في غير الأقات المنهي عن صيامها، والنفل المقيد هو الذي ورد في الشرع استحبابه بخصوصه، وهو أنواع منها صوم يوم عاشوراء، وصوم الإثنين والخميس، والصوم من حيث هو قربة يتقرب بها العبد إلى الله، وهو إما فرض أو تطوع. 

فالفرض أفضل ما تقرب به العبد وفي الحديث القدسي “وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه” وأما التطوع فهو زيادة في التقرب إلى الله، وفي الحديث القدسي “ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه” وصوم التطوع سنة قربة عظيمة، فقد جاء في بعض الأحاديث عن أبي ذر الغفارى رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأبي ذر ” عليك بالصوم، فإنه لا مثل له ” فالصوم له شأن عظيم، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الصيام، وفي الحديث الصحيح يقول الله عز وجل “كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها” ويقول الله عز وجل “إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي” وللصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. 

ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك هذا يعم الفرض والنفل، فالصوم له شأن يستحب الإكثار منه، وأفضله أن تصوم يوما وتفطر يوما، وهذا أحسنه، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عمرو إلى ذلك، وقال ” إنه صوم داود وإنه أفضل الصيام شطر الدهر، يصوم يوما ويفطر يوما وإن شاء صام الإثنين والخميس” اللهم أعتقنا من النار، اللهم أعقنا من النار، اللهم وفقنا لصالح القول والعمل يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل اللهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليّها ومولاها، اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم لقائك يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاما ومحكومين. 

اللهم أنزل على المسلمين رحمة عامة وهداية عامة يا ذا الجلال والإكرام اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذلّ الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك المؤمنين في كل مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى