مقال

أفرأيت إن متعناهم سنين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أفرأيت إن متعناهم سنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 13 إبريل 2024

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، لقد صدق القائل عندما قال إن أهنا عيشة قضيتها ذهبت لذتها، والإثم حلّ فالبر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وماذا يغني عن الإنسان تلذذه بالمعصية في هذه الدنيا، ثم يكون مآله إلى جهنم في الآخرة، فيقول الله تعالى عن الكفار وأشباههم من عصاة المسلمين.

” أفرأيت إن متعناهم سنين” أى مدة حياتهم في هذه الدنيا، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون أى الموت وما بعده من حساب وعذاب، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وقال تعالى ” ذؤهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون” سيعلمون مصيرهم الأسود، وسيندمون ولات ساعة مندم، وقال تعالى فى كتابه العزيز ” فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هى المأوى” وروى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ فى النار صبغة” أى يغمس فيها غمسة واحدة، ثم يقال يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مرّ بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب، ما رأيت خيرا قط، ولا مر بي نعيم قط، بغمسة واحدة في العذاب نسي كل ما كان يتمتع به في هذه الدنيا من شهوات ولذائذ محرمة.

فما حاله يا ترى إذا كان مخلدا في نار جهنم، التى يقال عنها ” لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها” ويقول تعالى ” كلما خبت زدناهم سعيرا” ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة يوم القيامة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يارب، ما مرّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط” وهذا بصبغة واحدة في النعيم نسي كل ما كان يعانيه في هذه الدنيا من بأس وشدة وبلاء، فانظر أيها المسلم من أي الفريقين أنت؟ واعلم أن الجزاء من جنس العمل، وأنه على قدر عملك في هذه الدار تكون منزلتك في دار القرار، فيقول تعالى ” ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون” ويقول تعالى ” من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد”

فاللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم عليك بالكفرة، والملحدين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم سلط عليهم منْ يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا له يا سميع الدعاء، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى