مقال

التنمر الاجتماعي والمدرسي

جريدة الاضواء

التنمر الاجتماعي والمدرسي

بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس الإدارة والمشرف على الديسك والموقع 

التنمر سلوك عدواني وغير مرغوب فيه يمارسه بعض الأشخاص ضد آخرين أضعف منهم للسيطرة عليهم وإيذائهم

وهو ناتج عن اختلال في توازن القوى لديهم من خلال وجود تصور لدى المتنمر بأنه أقوى من الأشخاص الضحايا

ويصبح ذلك السلوك العدواني تنمر في حال تم تكراره عدة مرات على الشخص نفسه

ويهدف التنمر الاجتماعي إلى الإضرار بشخص ما من خلال الإضرار بسمعته أو علاقاته مع الآخرين أو الإضرار بمكانته الاجتماعية
وقد يتم ذلك من خلال العديد من الأشكال والطرق كنشر الشائعات للإضرار بسمعة شخص ما أو تحريض الآخرين على تجاهل صديق مشترك أو استبعاده وتوجيه تهديدات له

وللتنمر أشكال متعددة ولكن سنتكلم عن ظاهرة في المدارس وهو التنمر المدرسي

التنمر المدرسي هو مجموعة المضايقات التي قد يقوم بها فرد من الأفراد أو مجموعة من الأشخاص تجاه شخص آخر بشكل متعمد ويتنوع ذلك ما بين الإيذاء الجسدي أو الإيذاء اللفظي أو حتى الإيذاء النفسي بهدف إبقاء ذلك الشخص المُستهدف ضمن دائرة السخرية والإهانة والإذلال

ويمكن للتنمر المدرسي أن يكون بين الطلاب وقد يتجاوز الي هيئة التدريس أو حتى المنشآت التعليمية

وقد ازدادت فى الآونة الأخيرة ظاهرة التنمر بين الأطفال ولم تقتصر هذه الظاهرة على بلدان بعينها بل تنتشر هذه الظاهرة فى بلدان عديدة و منها بلدان متقدمة و قد يرجع انتشارها عالميا نتيجة الغزو الإعلامى الغربى و تأثيرات العولمة
وأكثر أنواع التنمر انتشارا هو التنمر المدرسي أو التنمر في أماكن الدراسة وهو تعرض التلميذ للإيذاء الجسدي أو النفسي من خلال الضرب و الركل أو شد الشعر أو تخريب الممتلكات الخاصة بالشخص والتقليد السلبي مع التجريح و الشتائم ونشر الشائعات والتهديد
أو حتى تعديل صور غير قانونية للضحية عبر الإنترنت واستغلالها في تهديده أو نشرها لمجرد الاستهزاء من الشخص والتقليل من شأنه
وللتنمر عواقب وخيمة ويؤدي إلى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى الطويل للطفل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق

و أحيانا يلجأ الفرد للسلوك العدواني نتيجة للتنمر فقد يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر أو إلى إنسان عنيف ويزداد انسحاب الفرد من الأنشطة الاجتماعية الحاصلة في العائلة أو المدرسة حتى يصبح إنسانا صامتا ومنعزلا

وقد يوصل التنمر الضحية إلى الانتحار حيث أثبتت الدراسات أن ضحايا الانتحار بسبب التنمر في ازدياد مستمر وخاصة بعد دخول التنمر الإلكتروني

ويقع الدور الأساسي في علاج التنمر المدرسي على الوالدين فعليهم توجيه أبنائهم الذين يمارسون سلوك التنمر على غيرهم للإقلاع عن هذا السلوك السيئ وعدم التغاضي عن ذلك وتعليمهم كيفية احترام الآخرين وتقبل الاختلافات بينهم فلا يوجد أي مبرر للسخرية من الآخرين أو إيذائهم

كما تلعب المدرسة دورا أساسيا في مكافحة التنمر وحماية الأطفال من التعرض له بشتى الوسائل منها
وضع قوانين صارمة لمواجهة التنمر وقواعد سلوكية للطلاب للالتزام بها
مع التوضيح للطلاب أن التنمر ممنوع منعا باتا وأن عدم الالتزام بذلك سيكون له عواقب
فرض عقوبات صارمة على المتنمرين وإبلاغ أولياء أمور الطلاب المتنمرين عما يفعله أبناؤهم في المدرسة وعواقب ذلك على مستقبلهم الدراسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى