مقال

بلقيس ترسل بهديتها لسليمان

بلقيس ترسل بهديتها لسليمان
الكاتب / السيد سليم
كيد بكيد فبعدما ان تشاورت مع قومها في أمر سليمان وعرضوا عليها قتاله قالت سننظر من خلال ارسالنا له بهديتة أن قبلها فليس بنبي وان ردها فهو نبي
﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ آتَانِيَ ٱللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ .
ذكر أنها قالت: إنـي مرسلة إلـي سلـيـمان، لتـختبره بذلك وتعرفه به، أملك هو، أم نبـيّ؟ وقالت: إن يكن نبـيا لـم يقبل الهدية، ولـم يرضه منا، إلا أن نتبعه علـى دينه، وإن يكن ملكاً قبل الهدية وانصرف.
وبعثت إلـيه بوصائف ووصفَـاء، وألبستْهم لبـاساً واحداً حتـى لا يعرف ذكر من أنثى، فقالت: إن زيَّـل بـينهم حتـى يعرف الذكر من الأنثى، ثم ردّ الهدية فإنه نبـيّ، وبنبغي لنا أن نترك ملكنا، ونتَّبع دينه، ونلـحق به.
وقيل أهدت له صفـائح الذهب فـي أوعية الديبـاج فلـما بلغ ذلك سلـيـمان أمر الـجنّ فموّهوا له الآجرّ بـالذهب، ثم أمر به فألقـي فـي الطرق فلـما جاءوا فرأوه ملقـى ما يُـلتفت إلـيه، صغر فـي أعينهم ما جاءوا به.
{أتُـمِدُّونَنِ بِـمَالٍ فَمَا آتانِـيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِـمَّا آتاكمْ}.
قال سلـيـمان لـما جاء الرسول من قبل الـمرأة بهداياها: أتـمدوننِ بـمال.
{فَمَا آتانِـيَ اللَّهُ خَيْرٌ مـمَّا آتاكُمْ} يقول: فما آتانـي الله من الـمال والدنـيا أكثر مـما أعطاكم منها وأفضل {بَلْ أنْتُـمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} يقول: ما أفرح بهديتكم التـي أهديتـم إلـيّ، بل أنتـم تفرحون بـالهدية التـي تُهدى إلـيكم، لأنكم أهل مفـاخرة بـالدنـيا، ومكاثرة بها، ولـيست الدنـيا وأموالها من حاجتـي، لأن لله تعالـى ذكره قد مكَّننـي منها وملَّكنـي فـيها ما لـم يُـمَلِّك أحداً {ارْجِعْ إلَـيْهِمْ} وهذا قول سلـيـمان لرسول الـمرأة {ارْجِعْ إلَـيْهِمْ فَلَنَأْتِـيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها} لا طاقة لهم بها ولا قدرة لهم علـى دفعهم عما أرادوا منهم.
ا، {فَلَنَأْتِـيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها}.
قال مروان بن معاوية، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح فـي قوله: {فَلَنَأْتِـيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها} قال: لا طاقة لهم بها.
وقوله {وَلَنُـخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أذِلَّةً وَهُمْ صَاغرُونَ} يقول: ولنـخرجنّ من أرسلكم من أرضهم أذلة وهم صاغرون إن لـم يأتونـي مسلـمين.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلـم، عن وهب بن منبه: {وَلَنُـخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أذِلَّةً وَهُمْ صَاغرونَ}، أو لتأتـينـي مسلـمة هي وقومها.
هكذا رد سليمان علي مكائد بلقيس ولننظر في اللقاء القادم كيف كان ردها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى