مقال

اسباب إنهيار الشباب العربي

 

خالد السلامي

في مقالين سابقين تحدثنا عن تراجع الانوثة عند الكثير من نساء اليوم وكذلك تعرضنا للانهيار شبه التام للرجولة عند اكثرية شباب الزمن الحالي بحيث وصل بنا الحال الى الحد الذي لانستطيع التمييز بين الذكر والانثى في الاماكن العامة بسبب التشابه الكبير في الشكل والتصرف و في كل شيء نتيجة لمحاولة تشبه الذكور بالاناث وبالعكس ايضا. وهنا اليوم نحاول استقراء بعض اسباب هذا الضياع والانهيار لمنظومة قيم الرجولة والأنوثة معا . فيمكن ان نعزو ذلك الى اسباب متعددة تتوزع بين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا نقول الدينية لان الدين صار عبارة عن سلعة بيد السياسيين والجهات الخارجية التي تقف وراءهم وكل حسب انتمائه وتبعيته . فسياسيا لم يهتم حكامنا على مدى العصور بأي شي ممكن ان يبني الانسان وخصوصا في مراحل عمره الاولى ابتداء من الطفولة ووصولا الى مرحلة الشباب بما يخدم الدين والمجتمع لانهم فقط ركزوا اهتمامهم حول كيفية جعل مجتمعاتهم ومواطنيهم عبيدا لهم فجعلوا من انفسهم آلهةً وعلى الناس ان لا يكونوا اكثر من تابعين اذلاء لهؤلاء الالهة فتركوا كل الجوانب الاخرى التي تعيد منظومة القيم الانسانية والاجتماعية لهذه الاجيال التي تسير في طريق الانهيار والضياع التام .

اما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وبسبب تلك السياسات الاستعبادية للحكام مع مواطنيهم والتي تعتمد على الافقار والتجويع والتكرم عليهم احيانا وبفترات متباعدة بشيء من التي يسمونها مكارم كزيادة رمزية في المعاشات او في بعض المواد التموينية التي لا لاتسمن واا تغني من جوع، فقد وصل الحال بكلا الجنسين من الشباب الى اليأس من إمكانية الزواج وبناء اُسر واشباع حاجتهم الجنسية بطرق شرعية اضافة الى الحرمان من الانفتاح على العالم والاطلاع على ماوصل اليه الشباب في الخارج نتيجة الثورة التكنولوجية الكبيرة التي شهدها العالم وخصوصا في مجال الاتصالات والإعلام والانترنيت فعندما وجد الشباب العربي والمسلم نفسه فجأة امام كم هائل من القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي في اغلبها أنشأت خصيصا لافساد الشباب العربي والمسلم ضمن الحرب الشعواء ضد الاسلام وحملة رايته العرب وجدنا شبابنا يقلد كل مايراه عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بدون ان يميز بين ما يصلح لمجتمتنا ودينه وتقاليده واعرافه وبين ما لا يتناسب معه اطلاقا اضافة الى تلاشي دور الاسرة التربوي بسب انشغالها بالسعي لتأمين لقمة العيش لاطفالها حيث ادى انشغالها بهذا الامر الى نسيان امور التربية والارشاد والتوجيه الصحيح لابنائها وكذلك التراجع الكبير لدور المدرسة والذي يعتبر من اهم الادوار الساندة لدور الاسرة مما أدى إلى هذا الانهيار الرهيب في القيم الدينية والمجتمعية للشباب العربي خصوصا والإسلامي عامة .

لذا صار من الضروري جدا اعطاء هذا الجانب استحقاقه من اهتمام الحكومات اولا وذلك بتقنين الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وتنشيط دور المدرسة وخصوصا في مرحلتي الابتدائية والثانوية وتوسيع مجالات العمل وتهيأت الفرص للشباب العاطلين لإشغالهم بالعمل المفيد لهم ولبلدهم اضافة الى ضرورة زيادة اهتمام الاسرة بأبنائها ومراقبة تصرفاتهم وتوجيههم الى التصرف الصحيح دينيا و اجتماعيا واخلاقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى