خواطر وأشعار

الملاك الحارس ..بقلم حماده صبري

الملاك الحارس ..بقلم حماده صبري
يتهاوى بنا العمر وتتقدم بنا السنين ويتغير من حولنا كل شئ حتي ملامحنا أصبحنا لانعرفها وإلى ما صارت عليه، فقد ذبلت فينا قلوبنا وشاخت وأصبحت هشة خاوية من كل المشاعر وتلك الأحاسيس.

الملاك الحارس ..بقلم حماده صبري

فقد أرهقها الصبر على التحمل مما هي فيه فتهاوت وسقطت في ذلك المستنقع الذي يسمى بالوحدة وتمر بنا الليالي والسنين ويتهاوى من داخلنا كل الحنين ويغمرنا ذلك الصمت الذي ليس له أخر كصمت أموات المقابر في ظلمة المساء.

فقد انهارت وتشتت كل الأوصال التي كنا نتعايش معها وتفككت معالمها فأصبحت متهالكة في من هم بجوارنا في كل من تخيلنا أننا قد عرفناهم يوما ما احتارت وتذبذبت أفكارنا معهم فأصبحنا نصارع أنفسنا أهم على صواب أم على خطأ.

وفجأة يتلاشى كل شيء ويقبل علينا ضوء خافت قادم من بعيد يمحوا أمامه كل ظلمة تعايشت معها في سكون الليل وعتمته لينتشل ما تبقى مني من رفات فيهمس لي أنني هنا بجوارك لست وحدك فأنا معك سأكون ملاكك الحارس سأكون كظلك الذي يخاف عليك ويهتم لأمرك والذي يوجهك إلى الصواب ويخاف عليك في وقت عصيب يمر بك لا أحد فيمن حولك يشعر بك.

فيأتي ذلك الملاك يشق لك ذلك الظلام كإشراقة صباح جديد كولادة طفل إلى الدنيا بابتسامته التي هي ما أصفاها وما أعذبها لم أكن أتخيل نفسي أنني سأتنفس الصعداء من جديد وسأتعايش وتتعايش معي أنفاسي التي لطالما سلبت مني في تلك الليالي العتمة المظلمة.

وتحول بيني وبينه رباط لا يمكن وصفه رباط روحاني يأخد بيدي لا يمكن أن يتغير أو يتهاوى مهما مرت عليه الليالي والضغوطات فأصبحنا شئ واحد يكمل أحدنا الآخر إن ابتعدنا للحظات افتقدنا خلالها ذلك البريق الذي يمدنا للحياة فأصبحت مشاعرنا أسيرة لنا لا نقوي على مفارقتها.

ما أروعه أن تجد من يهتم لأمرك ويشاركك تلك المشاعر ويبحث عنك وتبحث عنه في زمن رحل كل شئ من حولك وتلونت كل الوجوه بألف لون ولون ولكن سيظل هناك ذلك الأمل وذلك الملاك الذي لا يمكن مفارقتك إلا عند قرب رحيلك الأخير.

فلا تيأسوا من رحلة البحث عن ذلك الأمل وذلك الملاك ستجدوه معكم وبقربكم.

على أمل اللقاء بكم عن قريب موقع الأضواء لكم مني كل الحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى