مقال

قوة الإدراك

قوة الإدراك

بقلم الكاتب / محسن سعيد

لاشك أن مايعيشه البعض الآن من توهان واسئله عديدة تدور في الذهن مثل ساقية تدور بشكل مستمر ولكنها بسبب الحياة والاندفاع بسرعة الرياح للحاق بالحياة يفقد الإنسان شعوره بكونه شخص موجود في الحياة، وتنحصر معظم حياته في إشباع الغرائز الأساسية بدون إجراء أي تقدم ملحوظ في ميادين الحياة.

 ثم يفقد حاسة مهمة بعيدة عنه أو أنه حتي الآن لم يسمع بها من قبل إنها “الإدراك” ويمكن تعريفه من وجهة نظرنا المتواضعة: الحاسة الخفية التي ترشد الإنسان لاتخاذ القرار الصائب عندما تتكاتل الحياة بالطعن في المخ البشري وهو عاجز عن إيجاد مفتاح الفرج.

لماذا يحتاج الإنسان الإدراك في حياته؟ 

تخيل إنك تمشي وقد أخبرتك أن هناك حفرة في الخلف ولكن المكان الذي ستذهب إليه مظلم، أذكر أنني أخبرتك أن هناك حفرة وأنت استمريت في الرجوع خطوة بعد خطوة هوت قدمك في الحفرة بعدها جئت في غضب عارم تثب وتلعن “ماهذا أيها الأحمق المتعجرف اتريد أن تقتل روحي”

 معظم مايحصل مع الناس الآن يمكن تسميته “بسباق الفئران ” وهو أن تخطف مبتغاك وتجري بسرعة وراء اللي بعده. تأتي من شغلك منهك القوي تخبر زوجتك وحبيبه قلبك هذا إن صح القول بعد أن تتزوج! 

تأكل وتضرب الولاد بعدها تهرع إلي النوم الذي نقضي فيه معظم عمرنا فيه، وهكذا بنفس النمط إلي أن تجد نفسك قد شارفت علي توديع الحياة بدون أي بصمات في الحياة تدل عليك وهكذا يأخذ احلامه وبل حياته كلها معه في المقابر.

 بينما هناك من يجد الحياة فقط تكمن في الشهوة والتلصص بنظرة علي أجسام الفتيات الفاتنة التي قد تنهي حياته بل تصيب القلب والروح بشلل لايمكن السيطرة عليه بسبب أن تلك النظرات الماجنة تمكنت من روحه وعقله، وهو هنا إذا لم يمتلك من ينصحه فعليه البحث عن عنوان هذا المقال في ذهنه ليعرف نفسه أين هو الآن؟

 التقليد الاعمي تجده يتجسد الآن في الجميع وليس شخص في ذاته بل بات الجميع يكرر “أنظر لموضة الفنان والفنانة سأرتد مثلها” وهكذا مع تكرار تلك السلوكيات العشوائية تجد في النهاية لقب هذا إنسان عصري… أي عصري تقصد؟ 

“اتقصد تلك الملابس الممزقة التي كنت تتهم الفقراء بها من قبل بالرجعية والتخلف؟” وأنت الوحيد الآن العصري ملك العصر “أنا اواكب العصر الآن وأنت متخلف دعك مني” 

ألا تري أن الدنيا مسلطة عليك وأن النفس صارت مبتغاها الوحيد هو البحث عن الإعجاب المتمثل في الحكم بالمظهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى