مقال

نسائم الايمان ومع فضل العلم ” الجزء التاسع

نسائم الايمان ومع فضل العلم ” الجزء التاسع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع فضل العلم، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام “الإيمان بضع وسبعون شعبة” وقد روى بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” وقال تعالى “ولكن البر من اتقى” وقال سبحانه ” ولقد جاءهم من ربهم الهدى” فأنت مأمور بالتفقه والتعلم حتى تعرف هذا الدين، تعرف ما هي التقوى، وما هو الإسلام، وما هو الإيمان، وما هو البر، وما هو الهدى، وهذه الكلمات كلها ترجع إلى شيء واحد هو توحيد الله وطاعته، وتوحيد الله وطاعته فهما عبادة الله التي خلقنا لها، وهذا هو الإيمان والهدى، وهذا هو البر والتقوى، وهو الإسلام الذي قال فيه سبحانه وتعالى ” إن الدين عند الله الإسلام”

 

وهو أن تعلم ما أوجبه الله عليك، وأصله توحيد الله والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم وأصل الدين كله هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وحقيقتهما هو توحيد الله والعباده، وتخصيصه بها عن إيمان وصدق، مع الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه في كل أمرك وفي كل عباداتك، فشهادة أن لا إله إلا الله توجب عليك الإخلاص لله عز وجل، وتخصيصه بالعبادة أينما كنت، في السر والعلن، في الشدة والرخاء، في جميع الأحوال، وشهادة أن محمدا رسول الله، توجب عليك اتباعه، والإيمان بأنه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن الله أرسله إلى الناس عامة جنهم وإنسهم، وأن عليك اتباعه والانقياد لشرعه كما أمر الله بذلك في كتابه العزيز.

 

في قوله تعالى ” وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول” وهو محمد عليه الصلاة والسلام، ويقول عليه الصلاة والسلام ” إني أوتيت القرآن ومثله معه” فعلى الأمة جميعها رجالها ونسائها، على جميع المكلفين، على جميع الجن والإنس أن يوحدوا الله، وأن يخصوه بالعبادة، وأن يؤمنوا بأنه ربهم وإلههم الحق، وأن يؤمنوا بأسمائه وصفاته، ويثبتوها له على الوجه اللائق بجلاله بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وعليهم أن يخصوه بالعبادة، وأن يطيعوا أوامره، وأن ينتهوا عن نواهيه، وهذا هو الواجب على الجميع علما وعملا، لهذا خُلقوا، وبه أمروا، والواجب على الجميع التواصي بهذا الأمر والتناصح فيه، وهذه أخلاق المؤمنين والمؤمنات، وهذه أوصافهم.

 

فهم ليسوا أعداء وليسوا خصوما، ولكنهم أولياء وأحباب، هذا وصفهم أحباب فيما بينهم يتناصحون ويتواصون بالحق، لا غلّ بينهم ولا حقد ولا كذب ولا غش ولا خيانة، ولكن ولاية ومحبة وتعاون وتواصٍ بالحق، هكذا المؤمنون والمؤمنات، فإذا وجدت من نفسك غلا على أخيك أو كذبا أو ظلما فاعلم أنك قد نقصت إيمانك وأخللت إيمانك وأضعفت إيمانك بهذا الخلق الذميم الذي وجدته من نفسك، من خيانة أو غش أو غيبة أو نميمة أو كذب أو ظلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه” لذا عليك أن تحاسب نفسك وتجاهدها أينما كنت، فيروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان في خطبة يقول “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.

 

وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله” فهذه أخلاق المؤمنين أولياء متناصحون، متعاونون على البر والتقوى، متواصون بالحق والصبر عليه، فإذا وجدت من نفسك خللا في هذا فاعرف أنه نقص في دينك، ونقص في إيمانك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا” وشبك بين أصابعه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته” متفق عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى