مقال

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 9” 

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 9”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع رسول الرحمة والإنسانية، وأيضا نبوع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وكذلك رأى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الماء وهو ينبع من بين أصابعه، فيكفي جيشا شربا ووضوءا، وهذا منقول عن جمع منهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال “أتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم” وقال قتادة، قلت لأنس كم كنتم؟ قال ثلاثمائة” وعن عبدالله بن مسعود قال “كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلّ الماء، فقال صلى الله عليه وسلم “اطلبوا فضلة من ماء” فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل.

 

فأدخل يده في الإناء ثم قال صلى الله عليه وسلم “حيّ على الطهور المبارك والبركة من الله” فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم” وإن القرآن معجزة المعجزات، فقد تحدى الله عز وجل به الأولين والآخرين، وتحدى به أهل اللغة في زمان نزوله، وأخبر بالغيبيات التي حدث منها ما يثبت صدقه، وأخبر عن القرون السالفة والأمم البائدة، ووصف اكتشافات علمية لم يكن لأحد أن يعرفها إلا من زمن قريب، وبقي على الزمن محفوظا في الصدور قبل السطور، وكان منهاج حياة للفرد والمجتمع، يشع منها الخير كله، وقانون تشريعي في شتى المجالات، الاقتصادية والأسرية والحربية والسياسية وغيرها، كل هذا جعل العالم الفرنسى موريس بوكاي، يقول.

 

“من غير المعقول أن يتصور إنسان أن كثيرا من حقائق العلم التي تكتشف في العصر الحديث التي تضمنتها نصوص القرآن كانت من تأليف بشر وذلك بسبب حالة المعارف والعلوم الطبيعية في عصر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك فمن الصواب المشروع تماما أن ينظر إلى القرآن باعتبار أنه حقّا وصدقا فهو تعبير الوحي من الله عز وجل أنزله إلى نبي الإسلام” ولقد أظهر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات التي تدل على صدق دعوته الكثير، والتي جاءت موثقة توثيقا تاما، وعرفها ورآها كل من عاصره، وتناقلتها الأجيال تلو الأجيال، ولعل علم الحديث عند المسلمين ذاك العلم الذي لا يضاهيه غيره، هو صاحب الفضل في وصول تلك الروايات إلينا.

 

دون أن يستطيع أي إنسان إنكارها أو التشكيك فيها، والتي قال فيها العالم موريس بوكاي “لا يشكل القرآن الكريم المصدر الوحيد للعقيدة والشريعة في الإسلام، وأثناء حياة محمد صلى الله عليه وسلم وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى كانت السنة النبوية المتمثلة في أفعاله وأقواله هي المصدر الثاني الذي يجري البحث عنه ليجد فيه العلماء والمفسرون إكمالًا للمصدر الأول، وقد ظهرت إلى الوجود مجموعات من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وأصبحت تعرف الآن في العلوم الإسلامية باسم محدد هو علم الحديث، وقد حوت هذه المجموعات أوسع المعلومات وأوثقها، ويعتبر صحيح البخاري بصورة عامة هو أكثر كتب الحديث صحة بعد القرآن”

 

فهذه الأحاديث الموثقة هي التي نقلت إلينا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، فكان مما نقل إلينا الآيات التي أيده الله بها، ومنها أن الماء قد نبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما وهو أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، قال عطش الناس يوم الحديبية، والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضأ، فجهش الناس نحوه، فقال “ما لكم؟” قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت كم كنتم؟ قال لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة” وأن الطعام قد كثر ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى