مقال

كلمة حق يراد بها باطل .

  
بقلم الأستاذ الدكتور عادل خلف عبدالعزيز القليعي استاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان .

 

عندما كنا نسمع ونحن صغار ،حتي بعد أن دخلنا لمراحل التعليم العليا عبارة الإسلام هو الحل،نسمعها في الخطب، نراها مكتوبة علي اللافتات وقت الإنتخابات بكل أنواعها، محليات ،شعب، شوري ،حتي في إنتخابات النوادي والإدارات في المؤسسات الحكومية.

كنا نفرح فرحا شديدا، لماذا لأننا بطبيعة المعتقد نحن مسلمون، كنا نستشعر ونحن نري ترد في الأوضاع المعيشية ، فقر ،تدن خدمي، تدن أخلاقي وقيمي.

فكنا نفرح ونقول في أنفسنا فعلا لابد من العود الأحمد الي مبادئ الدين ولابد أن نرجع الي كتاب الله وسنة النبي صلي الله عليه وسلم، لأن فيه الخلاص والنجاة، وأن فيه الهداية والرشاد.

وهذه حقيقة حقة لقول النبي صلى الله عليه وسلم،تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي.
ولقول المعصوم، عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.

وكنا نهلل عندما نري السيارات تطوف الشوارع وعليها مكبرات الصوت تملأ الارجاء بهذا الهتاف، بحناجر جهورية، وكنا نردد بحمية وحماس الشباب،نردد خلفهم هذه العبارة، العودة إلي الإسلام.

كنا نردد كالببغاء ولا نعي ولا نحلل ما نقول،وعندما بدأ الوعي يتسع والمدرك العقلي بات ناضجا، لديه القدرة علي التحليل.

بدأت أحلل هذه العبارة، نعم هي عبارة جليلة ولها قدر كبير ، العودة إلي الدين بما تحمله هذه الكلمة.
لكن لماذا لم يرددها كل صاحب دين كالمسيحي لماذا لم يقل المسيحية هي الحل ،لماذا لم يقلها اليهودي اليهودية هي الحل.

وقد يرد عليك ويقال لأن الإسلام هو الدين الخاتم، وأن النبي محمد خاتم الانبياء والمرسلين، صحيح، لكن أصحاب هذه الديانات قد يتهمونك بالعنصرية، والتعصب لدينك، وهذه العنصرية يرفضها الإسلام الذي قال لا إكراه في الدين. وقال تعالي لكم دينكم ولي دين.

هذه العبارة هي عبارة صحيحة وعبارة حقة،لكن هل هي حق يراد به حق؟! أم حق يراد به باطل ؟!!!
هذا هو السؤال الجرئ
هذه العبارة وبكل أسف وآسي وظفت توظيفا خاطئا،للاسف ولهم فيها مآرب أخري،وظفت توظيفا سيئا استغلاليا استغلال الدين والتأثير علي البسطاء من الناس من عوام الناس، وايضأ استقطاب عقول الشباب في مراحل التعليم بدءا من الإعدادي حتي الجامعي ،عن طريق الخطب المنبرية الرنانة تارة والخطب التي تدس السم في العسل،وان البلاد لابد أن ينصلح حالها ولا يكون هذا الصلاح وهذا الفلاح إلا بأحداث صحوة دينية،نعم صحوة دينية ولا نرفض العودة إلي سماحة الدين.

لكن الذي نرفضه وبشدة شيطنة الآخر وبث روح الكراهية بين طوائف الشعب فهذه هي الطائفية بعينها. هذا ما يرفضه كل صاحب فكر مستنير وصاحب بصر وبصيرة.

عبارة أساء الكثير استخدامها مما ولد شعورا عدائيا ضد أصحاب الديانات الأخري، وضد الحكام ولابد من الخروج عليهم لأنهم غيروا وبدلوا ولم يحكموا بكتاب الله، علي الرغم من أن آيات الحاكمية لم ترد في حاكم مسلم شهد للله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة .

وان ثم أحاديث كثيرة عن النبي ترفض الخروج علي الحاكم طالما أنه لم يغير دين الله ولم ينتهك حدا من حدود الله كأن بأمر بترك الصلاة.
وحتي في مثل هذه الأمور ثم أحاديث أخري ترفض الخروج لأن في ذلك تضييع لبيضة الدين ولأن ذلك سيثير الفتن بين الناس وسيؤدي الي هلاك الحرث والنسل.

هذه العبارة للأسف الشديد وظفت توظيفا سيئا ،تمخص عنه ظهور الكثير من الجماعات المتطرفة التي تذرعت بهذه العبارة وشرعنت للقتل وسفك الدماء وترويع الآمنين، ليس هذا وحسب بل وتكفير الناس بغير حق وتكفير وتبديع الحكام ومن ثم وجب محاربتهم ومحاربة من يدافع عنهم.

بل وتمخض عن الاستخدام السيئ لهذه العبارة جماعات التكفير،والدواعش،وبيت المقدس،مما اشاع الذعر بين الناس وولد شعورا فظيعا عند الغرب بما عرف بالاسلاموفوبيا، وكذلك عبارة استخدمتها كثير من الجماعات التي ظهرت في الوطن العربي وخصوصا في مصر فاستغلتها الجماعات الإسلامية.من إثارة الفوضي وترويع الآمنين من السياح الأجانب وقتلهم، وما شاهدناه مؤخرا ممن خرجوا علينا يدعون لهدم الآثار القيمة وهدم الأهرام والي آخره من هذه الخزعبلات والخرافات.

مثلما حدث من تخريب وحرق وهدم لآثار العراق.
لكن نقول إن مصر بعلمائها وأئمتها وقادتها،وجيشها وشرطتها وكل مخلص يحب هذا الوطن حبا عظيما، الكل وقف وقفة رجل واحد ضد هذا الطوفان الذي ليس له هدف ولا مأرب اللهم إلا الوصول إلي السلطة والحكم، لكن الجهود جميعها تضافرت وتصدت لهذه الهجمات الشرسة التي كان غرضها النيل من هبة النيل ، وهيهات هيهات،وأنا لهم هذا والله من وراءهم محيط ،وكيف يحدث هذا،والله تعالي يقول ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.

وكيف يكون ذلك والله تعالي يقول والتين والزيتون وطور سينين،
كيف يكون هذا والمعصوم قال عنها خير اجناد الأرض مصر وشعبها.
الله الله الله في من اراد مصر وشعبها وأمنها وقادتها بسوء

الله الله الله وكفي به حسيبا في كل من تسول له نفسه إزهاق أرواح الأمنين وترويع الشيوخ المسنين، وإثارة الذعر بين الأطفال الأبرياء

الله حسيب كل طفل يتم وغيبت أباه رصاصات غادرة
الله حسيب كل شيخ عجوز وهب إبنه للدفاع عن تراب وطنه وبات شهيدا
الله حسيب كل شاب خرج ليعود لزفافه فزفته الملائكه شهيدا.
الله حسيبك أيتها الزوجة،ايتها الأم الثكلي.
لم ولن تفلحوا أبدا لانكم استغللتم وعبثتم بآيات الله ووظفتموها توظيفا خاطئا.
ألا لعنة الله علي كل من ظلم وكل من بغي وكل من لعب وتلاعب بدينه واستهزأ بآيات الله تعالى.

اختتم حديثي بقوله تعالي
إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى