مقال

نفحات إيمانية ومع ترجمان القرآن “الجزء الأول “

نفحات إيمانية ومع ترجمان القرآن “الجزء الأول ”

 إعداد / محمـــد الدكــــرورى

 

إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أبر الناس قلوبا، وأعمقهم علما، وأحسنهم خلقا، ولقد بعث الله تعالى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالهدى والنور، واصطفاه الله عز وجل، على البشر، ثم اصطفى الله عز وجل، له أصحابا خُيّرا كانوا حريصين على الخير، وداعين إليه، فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، من كان منكم مستنا فليستن بمن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وكان يوجه التابعين رضي الله عنهم، ويقول إذا أردتم قدوة في الخير فاستنوا بأصحاب رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أولئك أصحاب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا أبرّ هذه الأمة قلوبا، وأصدقها ألسُنا، وأثبتها عند اللقاء.

 

فكان يأمر الناس أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف نتحدث عن فى هذا المقال عن أحد العبادله الأربعه، وإن العبادلة هو لقب أطلق على أربعة من الصحابة، وهم عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وهكذا فقد ذكرهم أهل الحديث وغيرهم من العلماء، وقد قيل للإمام أحمد بن حنبل”فابن مسعود؟ قال ليس هو من العبادلة، وقال الحافظ البيهقي أنه ليس من العبادله وكان سبب ذلك أن عبد الله ابن مسعود، قد تقدمت وفاته وهؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى علمهم، فإذا اتفقوا على شيء قيل هذا قول العبادلة، أو فعلهم، أو مذهبهم.

 

ولفظ العبادلة يطلق على هؤلاء الأربعة لأنهم من صغار الصحابة وقد جمعوا علما واسعا، وكان مدار العلم والفتيا والرواية عنهم لتأخر وفاتهم، ومعنا الصحابى وأحد العبادله، عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو صحابي محدث وفقيه وحافظ ومُفسر، وهو ابن عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أحد المكثرين لرواية الحديث النبوى الشريف، حيث قيل أنه قد روى عدد ألف وستمائه وستون حديثا عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويُعد عبد الله ابن عباس من أشهر مُفسري القرآن الكريم، من الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سنا، حتى لقب بلقب ترجمان القرآن، ويقول عبد الله بن مسعود “نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس”

 

وقد اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكرهم السيوطي، فقال اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة وهم الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير” وقد كان ابن عباس يُتقن تفسير القرآن كله، وقد كان مجاهد بن جبر يسأله عن تفسير القرآن ومعه الواحة، ويكتب ما يقوله حتى يسأله عن التفسير كله، فيقول مجاهد “عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأساله عنها” وقد كان ابن عباس يقول” كل القرآن أعلمه إلا ثلاثا، الرقيم وغسلين وحنانا ” وقد كان عبد الله بن عباس وسيما جميلا، ومديد القامه مشربا صفرة صبيح الوجه

 

له وفرة يخضب بالحناء مهيبا كامل العقل ذكي النفس من رجال الكمال، وكان ابن عباس منذ طفولته الطاهرة النقية لا يتخلف عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصلاة خلفه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يرى في ابن عمه غلاما نجيبا عقله أكبر من سنه، ومداركه أوسع من طفولته فهو لايكاد يسمع آية من كتاب الله تعالى، حتى يحفظها عن ظهر قلب، ولا يكاد يسمع حديثا نبويا حتى يعيه ويستوعبه، وكان يجالس الكبار ويستمع إليهم ولذلك فإنه كان يزداد كل يوم علما وحكمة وفطنة، وينمو وعيا وإحساسا وإدراكا حتى بلغ مرتبة الفتيا وهو في سن الثامنة عشر من عمره، وكان ابن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى