مقال

الحقوق والحرمات فى خطبة حجة الوداع ” الجزء الرابع”

الحقوق والحرمات فى خطبة حجة الوداع ” الجزء الرابع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الحقوق والحرمات فى خطبة الوداع، فالتكبير والذكر ثلاثا والدعاء بين ذلك مرتين ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم دعاء خاص، فيدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخر، ويصنع ذلك في أول كل شوط من السعي، فكل ما أتى على الصفا والمروة فعل ذلك، وليس بين الصفا والمروة ذكر منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما كان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إذا سعى في بطن الوادي، قال “رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم” فيذكر الله بما شاء بين الصفا والمروة، وإن قال بين العلمين الأخضرين “رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم” تأسيا بابن مسعود فجائز، وإن يوم عرفة من الأيام الفاضلة، فيتأكد فيه الدعاء والذكر.

 

ومن ذلك قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فقد جاء عن جمع من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” وهو ثابت بمجموع طرقه، ويذكر الله في المزدلفة عند المشعر الحرام إن تيسر له، وإلا في مكان مبيته والمشعر الحرام جبل قزح، وعليه الآن مسجد مزدلفة، والسنة الوقوف بعد صلاة الصبح مستقبلا القبلة لذكر الله سبحانه ودعائه إلى قبل طلوع الشمس، ومن ذكر الله التلبية والتكبير والتهليل، وهذا موقف عظيم ومشهد كريم، وهو آكد مواطن الذكر والدعاء لأمر الله تعالى به.

 

فهو المقصود الأعظم من الوقوف بمزدلفة، وبه يتم امتثال قوله تعالى “فاذكروا الله عند المشعر الحرام” ولفعله صلى الله عليه وسلم ففي حديث جابر رضي الله عنه “ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا” ويذكر الله حين رمي الجمار، فيكبر مع كل حصاة، ويقف مستقبلا القبلة يدعو رافعا يديه بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى في مكان لا يضايق المشاة، فعن سالم بن عبدالله أن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، ثم يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم يسهل، فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال.

 

فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل” رواه البخاري، وعن عطاء قال “كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة” ويذكر الله في أيام التشريق في مكانه الذي هو حال فيه، ومن الذكر التكبير، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا” وإن خطبة الوداع ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشرا أنه “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الخطبة “الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير، أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا، أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن ربا الجاهلية موضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى