مقال

نفحات إيمانية ومع مشروعية الأضحية “الجزء التاسع

نفحات إيمانية ومع مشروعية الأضحية “الجزء التاسع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع مشروعية الأضحية، ومن كان له أضحية وهو وكيل على أضحية غيره، فمتى يأخذ من شعره؟ فإنه من كان له أضحية وهو وكيل عن غيره أيضا، فيجوز أن يأخذ من شعره وأظفاره بعد أن يذبح أضحيته، ولو لم يذبح أضحية من وكله، وأما من كان مغتربا في بلد وأهله في بلد آخر؟ فإنه من كان مغتربا في بلد وأهله في بلد آخر كالعمال مثلا، فيجوز لهم أن يذبحوا في البلد التي يعملون فيها، ويجوز لهم أن يوكلوا أهلهم أن يذبحوا عنهم، فإذا تعارض الدين والأضحية فأيهما يقدم؟ فإذا تعارض الدين والأضحية، فيقدم الدين لعظم خطره، ولأنه أوجب، وأما عن الأضحية بالخنثى، فقد اختلف العلماء في الأضحية بالخنثى، والصحيح الجواز.

 

لأنه ليس من العيوب الواردة، وغيرها أكمل منها، وأما عن صفة ذبحها؟ فإنه يسن أن يذبحها بيده، فإن كانت من البقر أو الغنم، أضجعها على جنبها الأيسر، موجهة إلى القبلة، ويضع رجله على صفحة العنق، ويقول عند الذبح، بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عني أو اللهم تقبل مني وعن أهل بيتي، أو عن فلان إذا كانت أضحية موصى، وأما عن الأضحية بالخروف الأسترالي؟ فإن الخروف الأسترالي هو مقطوع الألية، وقد سبق بيان جواز الأضحية بما كان كذلك، خاصة إن كان ذلك من أصل الخلقة كما في هذا الخروف، والله أعلم، وأما عن من ذبح أضحيته ليلة العيد؟ فإن من ذبح أضحيته ليلة العيد نظرا للزحام على الجزارين فإنها لا تقع أضحية.

 

وإنما شاته شاة لحم، وعليه أن يذبح مكانها أخرى، ولكن أيهما الأفضل أن يذبح أضحية أم يتصدق بثمنها؟ فإن الأفضل أن يذبح الأضحية، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقد فصل بعض العلماء بين الأضحية عن الحي، فالأفضل أن يذبحها، وأما الأضحية عن الميت، فالأفضل أن يتصدق بثمنها لأن الصدقة عن الميت متفق عليها بين العلماء، وهذا له وجه قوي، وقال ابن المسيب لأن أضحي بشاة أحب إليّ من أن أتصدق بمائة درهم، ولكن هل على المسافر أضحية؟ فقد اختلف العلماء في ذلك، والصحيح أن السفر لغير الحج لا يمنع الأضحية، وهو قول الجمهور من أهل العلم وذلك لعموم الأدلة الواردة فيها، وأما عن التضحية بالعجول المسمنة.

 

فإن العجول المسمنة هي التي لم تبلغ السن المعتبرة شرعا، لكن يقوم أهلها بتسمينها فتصبح أكثر وزنا من التي بلغت السن المعتبرة، والصحيح أنه لا يجوز أن ينقص من السن لثبوت ذلك في الأحاديث، وليس اللحم هو المقصود من الأضحية وإنما المقصود التعبد لله بالذبح، وأما عن أفضل الألوان في الأضحية؟ فإن الأفضل أن يكون كأضحية النبي صلى الله عليه وسلم وهو اللون الأملح، وهو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر، ويقال هو الأغبر، وأما إذا فات وقت الأضحية، فكيف يصنع؟ فإنه إذا فات وقتها، فإنها تكون شاة لحم، إن شاء ذبحها ووزعها على الفقراء وله أجر الصدقة، وإلا فلا تقع أضحية عنه لفوات وقتها على الصحيح من أقوال العلماء.

 

وأما عن حلب الأضحية؟ فقد اختلف العلماء في حلب الأضحية، والصحيح أنه يجوز لصاحبها أن يحلب ما زاد على ولدها ولم يضرّ بها، وقد رواه البيهقي عن مغيرة بن حذف العبسي قال كنا مع علي رضي الله عنه بالرحبة، فجاء رجل من همدان يسوق بقرة معها ولدها، فقال إني اشتريتها لأضحي بها، وإنها ولدت، قال فلا تشرب من لبنها إلا فضلا عن ولدها، فإذا كان يوم النحر، فانحرها هي وولدها عن سبعة” وأما عن جز صوف الأضحية؟ فإن صوف الأضحية إن كان جزه أنفع لها، مثل أن يكون في زمن الربيع تخف بجزه وتسمن جاز جزه، ويتصدق به، وإن كان لا يضر بها لقرب مدة الذبح، أو كان بقاؤه أنفع لها لكونه يقيها الحر والبرد لم يجز له أخذه قاله ابن قدامة رحمه الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى