حديث الصباح
حديث الصباح،،
اشرف عمر
المنصورة
عن أنس رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ :
وفي رواية : *{ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ }.*
رواه مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع وصحيح النسائي وصحيح أبي داود.
*شرح الحديث:*
ومِن أَرْذَلِ العُمُرِ، أي: الهَرَمِ، وهو كِبَرُ السِّنِّ المؤدِّي إلى ضَعْفِ القُوَى، وسببُ استعاذةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم منه: ما فيه مِن الخَرَفِ واختلالِ العَقلِ والحَوَاسِّ والضَّبطِ والفَهمِ، وتشويهِ بعضِ المَناظِر، والعَجزِ عن كثيرٍ مِن الطاعاتِ والتَّساهُلِ في بعضِها.
ومِن عذابِ القَبْرِ، ومِن فِتنةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، والفِتنةُ: هي الاختِبارُ والامتِحان، وفِتنة المسيحِ الدَّجَّالِ مِن أعظمِ الفِتَنِ وأخطَرِها؛ ولذلك حذَّرت الأنبياءُ جميعًا أُمَمَها مِن شرِّه وفِتنته؛ ولذلك كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَستعِيذ مِن فِتنتِه في كلِّ صلاةٍ، وبيَّن أنَّ فِتنتَه مِن أكبرِ الفِتَن مُنذ خَلَق اللهُ آدَمَ عليه السلام إلى قيامِ الساعة، وسُمِّيَ مَسِيحًا لأنَّه مَمْسوحُ العَيْنِ مَطْموسُها؛ فهو أَعْوَرُ، وسُمِّي الدَّجَّالَ تَمْيِيزًا له عن المَسِيحِ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ عليه السَّلام، مِنَ التَّدْجِيلِ بمعنىَ التَّغطِيَةِ؛ لأنَّه كَذَّابٌ يُغَطِّي الحقَّ ويَستُره، ويُظهِر الباطِلَ.
ومِن فِتنة المَحْيَا والمَمَاتِ، أي: زَمَنِ الحياةِ والموتِ؛ ففِتنة المَحْيَا: ما يَعرِض للإنسانِ مُدَّةَ حياتِه مِنَ الافتِتَان بالدُّنيا والشَّهَوَاتِ والجَهَالاتِ، وما يُبتلَى به مع زَوالِ الصَّبْرِ والرِّضَا والوُقوعِ في الْآفَات، وأعظمُها- والعِياذُ بالله- أمرُ الخاتِمَةِ عندَ الموتِ، وفِتنة المَمَاتِ قِيل: فِتنة القبر، وقِيل: الفِتنة عندَ الاحتِضَار.
*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*