مقال

نفحات إيمانية ومع المقاطعة والهجرة النبوية ” الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع المقاطعة والهجرة النبوية ” الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع المقاطعة والهجرة النبوية، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر أى فى جانب الخيمة، فقال ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت خلفها الجهد عن الغنم، قال فهل بها من لبن؟، قالت هي أجهد من ذلك، قال أتأذنين أن أحلبها؟، قالت بلى، بأبي أنت وأمي، نعم، إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله عز وجل، ودعا لها في شاتها، فتفاجت أى فتحت ما بين رجليها للحلب واجترت أى أرسلت اللبن، ودعا بإناء يربض الرهط أى يرويهم حتى يثقلوا، فحلب فيها ثجا أى لبنا كثيرا، حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم.

 

ثم أراضوا أى شربوا مرة بعد مرة، ثم حلب فيها ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها، وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا أى مهزولة، يتساوكن هُزلا أى يتمايلن من الضعف، ضحى، مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال من أين لك هذا اللبن ياأم معبد ، والشاة عازب حيال بعيدة المرعى ولا حلوبة في البيت؟ قالت لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك، من حاله كذا وكذا، قال صفيه لي يا أم معبد ، قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أى الجمال والحُسن، أبلج الوجه أى مشرق الوجه مضيئه، حسن الخلق، لم تعبه نحلة أى ليس نحيلا، ولا تزر به صعلة أى صغر الرأس وهي تعني الدقة والنحول في البدن.

 

وسيم أى مشهور بالحسن، في عينيه دعج أى شديد سواد العين في شدة بياضها، وفي أشفاره وطف أى الشعر النابت على الجفن فيه طول، وفي صوته صهل أى كالبحة وهو ألا يكون حاد الصوت، وفي عنقه سطع أى طول العنق، وفي لحيته كثاثة، أزج أى دقيق شعر الحاجبين مع طولهما، أقرن أى مقرون الحاجبين، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما أى علا برأسه، وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصل لا هذر ولا نزر، والهذر من الكلام ما لا فائدة فيه، والنزر هو القليل، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، رَبع أى ليس بالقصير ولا بالطويل، لا يأس من طول أى لا يجاوز الناس طولا، ولا تقتحمه العين من قصر.

 

أى لا تزدريه ولا تحتقره، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال استمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود أى مخدوم، محشود أى يجتمع الناس حواليه، لا عابس ولا مُفند أى ليس عابس الوجه، وليس منسوبا إلى الجهل وقلة العقل” فقال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة،ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، وأما عن المقاطعة أو الحصار فيمكن تعريف المقاطعة بأنها عبارة عن نبذ جماعي ومنظم، يطبق في الأمور العمالية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية للاحتجاج على الممارسات التي تعتبر ظالمة، وتستخدمها منظمات العمل عادة.

 

من أجل تحسين الأجور، وظروف العمل من الإدارة، وقد تمارس المقاطعة من قبل إحدى الدول، أو مجموعة منها، أو إحدى المنظمات العالمية للتأثير أو الاحتجاج على سياسات دولة أخرى، وقد تعني المقاطعة رفض المشاركة في اجتماعات معينة، مثل مقاطعة ممثل دولة ما لإحدى المؤتمرات، أو الدعوات الدولية للإشارة إلى عدم الموافقة على السياسة، أو السلوك السياسي لدولة أخرى، ولقد حاول كفار قريش صد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشتى الوسائل والأساليب وكلها لم تجد نفعا، فقرروا أن يقاطعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقاطعة كل من هو من قبيلته من بني هاشم، وكانت الأسباب الداعية لهم لهذه المقاطعة، هو انتشار الإسلام بين القبائل بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى