مقال

نفحات إيمانية ومع قيمة إحترام الكبير “الجزء الرابع”

نفحات إيمانية ومع قيمة إحترام الكبير “الجزء الرابع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع قيمة إحترام الكبير، ويجب علينا في كل مشكلة أن نقوم بحلها عرفيا، ولا برفع الدعاوى في الجهات الرسمية، فإن هذا إغراق لهذه الجهات، ومع الأسف عندما ينحسر دور الكبار هؤلاء في المجتمع، تزداد المشكلات، وتتفاقم الأمور، لا نستطيع أن نحل خلاف بين شريكين إلا في المحكمة، ولا نستطيع أن نحل خلاف تأخير دين إلا في المحكمة، ولا نستطيع أن نحل مشكلة زوجية إلا في المحكمة، لماذا؟ فإنه لا يمكن إغراق القضاة وإغراق هذه الجهات مع كثرة المشكلات التي تحدث بين الناس والنفوس فيها طبع المشاحة، وكل واحد يريد جذب المسألة إلى طرفه، لكن عندما يكون هناك كبار في السن لهم مقامهم، ولهم مكانتهم.

 

ولهم تقديرهم واحترامهم، سيكونون مرجعية في حل كثير من هذه المشكلات، فأين كبير العائلة؟ أين كبير العائلة الذي يذهب في خطبة أحد الشباب في العائلة والأسرة، ويقول أمام والد البنت كلام فيه ضمان، بأن هذا ولدنا وهذا حاله، يريد خطبة ابنتكم، وإن رأيتم عليه مستقبلا شيئا لا يرضاه الله، نحن موجودون، نقوم بالواجب، فهذا الدور ينحسر الآن، تتلفت أحيانا في مشكلة زوجية وأنت تريد العمل بقوله تعالى فى سوررة النساء ” فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها” فأنت تتلفت إلى الحكم من أهله والحكم من أهلها أين هو؟ وما هو أول شرط في هذا الحكم؟ العقل، الخبرة، المكانة، السن، التجربة، فهذا من دور كبار السن في العوائل، والأسر، والمجتمع، أين هو اليوم؟

 

فإنها ضاعت القضية بين تخلي وتمرد شباب، فأين القيام بهذه الواجبات الاجتماعية، فإنه لو لك دين عند شخص من أسرة من عائلة، أول ما تفكر في قضية المطالبة ليس الشرطة والمحكمة المفترض، أن تفكر أين كبير السن عندهم الذي له قرار، كلمته ملزمة، كلامه مسموع، يوجد حرج من التهرب منه من الصغار والشباب في الأسرة، هو الذي يناديه، هو الذي يسمع منه ويلزمه، هذه قضية الدور لكبار السن في الإلزام، هذا الكبير الذي يستحيا منه، يجب أن يبقى هذا الدور ويصان، وحتى في التبرؤ من الشذوذ والمخالفات الشرعية، والاعتداء على السلم الاجتماعي، هؤلاء الكبار لهم دور، وسيستحي السفهاء ولو كانوا في الأسر من القيام بأشياء مخلة.

 

وهم يعلمون أن فلانا وفلانا وفلانا موجودون، هناك خجل على الأقل من مثل هؤلاء في أسنانهم، وأعمارهم، ومقامهم، ومكانتهم، لكن عندما تضيع هذه القضية مكانة هؤلاء كبار السن، فنحن لا نتكلم الآن عن مجرد ملء فراغ للمتقاعدين، ولا نحن نتكلم عن قضية لولا وجود هذه سيحدث خلل حقيقي في المجتمع، ويجب أن يمارس هؤلاء أدوارهم، وهذا كبير السن المفترض أن يكون عنده دين عبادة، وقد أعذر الله إلى امرئ بلغ الستين، صار في العمر الآن مع الله، يمكن أن تسبق عُكازه الصوت قبل أن يقول المؤذن حي على الصلاة هو دخل المسجد وعنده حكمة وخبرة، ولذلك لا ضير أن يقال أحيانا أكبر العائلة سنا فلان، لكن ثاني واحد بعده أكثر خبرة.

 

وأنضج وأكثر عقلا، لا مانع فهو من الكبار في الجملة، وهذا الدور للكبار ليس فقط على مستوى الذكور بل حتى الإناث، فعندما تكون المرأة الكبيرة لها مقامها، سيكون لها آثر على بنات الأسرة بنات العائلة، الشباب فيهم شيء من الطيش، والصغار تحدث منهم سفاهات، عندما يكون هناك كبار يضبطون الأمور يستقيم حال المجتمع، الشرع أراد هذا، فإنه واضح من الأحاديث، وواضح من النصوص الشرعية تركيز الضوء وإبراز هذه المكانة لأداء هذا الدور، وهذا مما ينبغي أن يبقى في المجتمع، أما أن تضيع القضية ما بين تخلى من هنا، وتمرد من هنا وبعض الشباب لا يرى قيمة للكبير أصلا ويراه منتهي الصلاحية مصيبة، الرأي قبل شجاعة الشجعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى